يشكل الباحث المسرحي المغربي خالد أمين نموذج الباحث المغربي المفتوح على العالم وعلى تجارب المسرح العالمي، وهوعلاوة على كونه أستاذا لمادة المسرح وعضوا في لجنة انتقاء عروض المهرجان الوطني للمسرح، مدير أهم مركز للبحث الدرامي في المغرب وفي العالم العربي، حيث ينظم ملتقى سنويا يشارك فيه مئات من الباحثين من مختلف أنحاء العالم، زيادة على أبحاثه باللغات الإنجليزية والعربية. هنا حوار معه في «موعد فلقاء» عن تجربة المهرجان الوطني للمسرح. - من موقعك كباحث وكمختص، كيف تقيم المهرجان؟ < أعتبر أن الدورة العاشرة من المهرجان الوطني للمسرح تشكل نقطة تحول، وفي نفس الوقت منعطفا في مسار هذا المهرجان. نقطة تحول لأن مجموعة من الترتيبات على المستوى التنظيمي أصبحت جديدة في هذه الدورة، مثل استضافة الفرق طيلة ايام المهرجان واستضافة الفعاليات الإعلامية والثقافية في البلاد إطلاق نوع من التجارب ومن الحساسيات والرؤى الفنية، ومنعطفا لأن هناك لجنة تحكيم عربية مختلطة مغربية وعربية، ونحن أحوج إلى هذا التفاعل بين المسرح المغربي والجسد المسرحي العربي، والجسد المسرحي العالمي فيما بعد. المهرجان محطة أساسية ومفتوحة على المستقبل، ففي هذه الأثناء سيتم الإعلان عن نتائج الموسم المسرحي في اختتام هذه الدورة، وهذا مهم جدا، لأن الموسم المسرحي سيبدأ لأول مرة في تاريخ الدعم في شهر شتنبر، وهذا مهم جدا للحركة المسرحية المغربية، مما سيؤثر إيجابا على التجارب المغربية. - هل يكفي وجود دعم مادي كي يكون لنا مسرح مغربي محترف؟ < بالنسبة إلي، وجود مسرح احترافي لا يرتبط فقط بالدعم المسرحي، ولكن وجود مهرجان للمسرح ووجود آلية للدعم، هما إيواليتان للاشتغال ضروريتان لوجود مسرح. كان من الضروري أيضا أن تتدخل الدولة لدعم المسرح. اما مدى احترافية الفرق، فإن هذا الأمر يعود إلى الحركة المسرحية وإلى مستوى احترافيتها. في التجارب الماضية، كان الدعم يصرف من تحت الطاولة، لكنه مع حكومة التناوب بدأ يصرف علانية وبالاحتكام إلى قانون للدعم. كما أن مسألة الاحتراف مرتبطة بالبنيات التحتية للمسارح في المغرب وبوجود جمهور يؤدي تذاكر الدخول إلى العروض وليس إلى العروض التجارية فقط. - في إطار متابعتك في لجنة انتقاء العروض، هل يمكن الحديث عن تجارب بديلة يفرزها المشهد؟ < أكيد أن الموسم المسرحي توج هذه الفرق، وهي الأجود في نظر لجنة الانتقاء، بالاحتكام إلى المعايير الموضوعة، والبديل الذي يمكن أن تقدمه هذه الفرق يرتبط بجديتها وصقلها لأدواتها الفنية. - وكيف تختارون بين فرق المسابقة وفرق خارج المسابقة؟ < نحن في لجنة الانتقاء نساعد فقط في ترتيب الفرق، وإدارة المهرجان هي التي يعود إليها أمر التصنيف واختيار فرق المسابقة وفرق خارج المسابقة. - هل تعتقد أن المهرجان يساهم في حيوية المشهد المسرحي؟ < بكل تأكيد، فدور المهرجان الوطني يكمن هنا بالتحديد، أي في تلاقح التجارب المسرحية في المغرب، وفي تجديد نفس الممارسة المسرحية، وجعل التجارب تتحاور في ما بينها، وتعيد تقييم أدائها الفني والجمالي.