- في أي سنة أقمت أول معرض وأين؟ < أول معرض أقمته كان في دار الشباب بوركون في الدارالبيضاء، وقد عرضت في هذه القاعة في سنة 1969. - كم ضم المعرض من لوحة؟ < حوالي 30 لوحة، كانت مضامينها مختلفة، لأني في تلك الفترة لم يكن لدي اتجاه فني محدد، لم أكن قد أصبحت هبولي الذي له التفرد والتوجه الفني الذي أنا معروف به الآن، كنت في الحقيقة تائها فنيا، آخذ من كل الاتجاهات الفنية الموجودة، ولم أكن أنا الذي هو عليه الآن. - ماهي الأشياء التي ميزت معرضك الأول؟ < كانت هناك لوحات تجريد مطلق وبعض الرموز التي تحيل على الرموز الإفريقية أو الرموز البربرية. - هل أنجزت كاتالوغ لمعرضك الأول؟ < لا ، لم أنجز أي كاتالوغ، لم تكن لدي الإمكانيات المادية لإنجاز كاتالوغ، كما أن الكاتلوغات لم يكن ينجزها في تلك الفترة إلا الفنانون الفرنسيون، لكن كتب على المعرض في الصحافة، أذكر أن جريدة «لوبينيون» قد كتبت عني في تلك الفترة. وفي ذلك المعرض تم اختيار أعمال لي، وعرضت مع أعمال أخرى في معرض جماعي طاف المغرب كله، كان المعرض منظما من قبل وزارة الشبيبة والرياضة. - من كان معك في ذلك المعرض؟ < شارك فيه جماعة من الفنانين، أذكر منهم لطيفة التيجاني وأحد الفنانين كان يشتغل في الدبلوماسية المغربية اسمه فاطم الفاطمي، وقد كان مكلفا بتقديم المعرض. - ثم انطلقت بعد ذلك؟ < كانت هذه هي البداية، وبعد ذلك تأسست جمعية اسمها جمعية التشكيليين المغاربة، وكان أغلب أعضائها من مدينة مراكش، وقد تأسست في أواسط السبعينات، وقد أقمت معرضا في بهو قاعة الحفلات الموجودة في عمالة الرباط. وقد شارك في هذا المعرض كل من الملاخ وبوركبة وكل الأسماء المعروفة في المغرب الآن. - هل كنتم قريبين من موجة أنفاس؟ < كنا بعيدين تماما عن موجة أو جماعة أنفاس، فهي كحركة ظهرت في الستينات، وكان المسؤول عنها في مجال التشكيل هو محمد شبعة، وهو الذي صمم غلاف المجلة، بالإضافة على الجماعة المعروفة بمدرسة الدارالبيضاء، وتضم إضافة إلى شبعة كلا من فريد بلكاهية وعبد الله الحريري.. نحن كنا بعيدين عن هذه الموجة الفنية، كنا مثل جمعية في الدرجة الثانية، تضم فنانين لم يصلوا إلى النضج الذي وصلت إليه جماعة الدارالبيضاء. - هل كان في جماعة مراكش نقاش فني وجمالي؟ < لم يكن هناك نقاش صريح وواضح، ولكن بدأ هذا النقاش، بعد المعرض الذي أقيم في ساحة جامع الفنا، وهو المعرض الذي نظمته مدرسة الفنون الجميلة في الدارالبيضاء. وانتقل المعرض بعد ذلك إلى الدارالبيضاء، وكان يضم غالبية الفنانين وهم جميعهم أساتذة للفنون في مدرسة الفنون الجميلة في الدارالبيضاء. - نظمت هذه الجماعة معرضا فنيا في الساحة خارج أسوار القاعات؟ < التجربة لم تكن جديدة، ولكنها تنجز لأول مرة في المغرب، لم يكن أحد يفكر في ذلك الوقت أن يعرض في الزنقة، لكن هذه التجربة لم تدم. لأنها عندما عرضت في الزنقة لم يكن هناك حوار بينها وبين المشاهد العادي، وبذلك فشلت. - هل هذا راجع إلى أمية المشاهد المغربي؟ < ربما يعود إلى أن أهداف وغايات من نظم المعرض كانت غايات أخرى، فمنها مباشرة دخلوا إلى تجربة الديكور والتزيين، مازلنا نراهم حتى اليوم يكررون نفس التجربة وكأنهم هم الوحيدون الموجودون في الساحة الفنية، ما يزالون يقولون إنهم هم أول من فعل هذا أو ذاك.. أعتقد أن هذه التجربة قد انتهت، فهي جريئة في وقتها، لكنها لم تعط أكلها، لأنها لم تخاطب المشاهد والجمهور العادي الموجود في الشارع. - ماذا تريد أن تقول من خلال هذا؟هل لك مشاكل مع هذا الاتجاه؟ < ما أريد التأكيد عليه هو أنني حين أقول هذا ليس بغرض الطعن فيهم وفي تجربتهم، ولكن لو أرادوا التأسيس لثقافة بصرية لما ذهبوا نحو الديكور، كان عليهم أن يفتحوا نقاشا عاما مع الجميع. المشكل في المغرب، سواء في الفن أو في السياسة، لا أحد يحب التيارات، وقد مارسوا نوعا من الإقصاء على البقية الباقية. - أحسست بأن الطريق صعب أمامك وأن لك أندادا في الساحة؟ < أنا لا أومن بالخصوم في الساحة الفنية أو في الساحة الثقافية، لا يجب أن نسقط في رد الفعل، وأن ننصرف إلى العمل من أجل إثبات الذات، وما لا أحبه هو أنه حين يتم الكلام عن التشكيل المغربي، أن تصبح حقبة معينة هي المرجع في الفن التشكيلين، لأنه من حق كل المغاربة أن يكونوا مراجع تشكيلية، وليس لأن يصبح الأمر بيد نخبة معينة أتيحت لها الفرصة بأن تدرس في مدرسة الفنون الجميلة في الدارالبيضاء، وتصبح بالتالي هي التي تمثل التشكيل في البلاد، ويتم إقصاء الآخرين من كل حضور سواء في الكاتالوغات أو في المعارض، ومازالت نفس الفئة هي التي تناقش وتحاضر، لكن الغريب هو تكرارها لنفس الخطاب العقيم. - ما معنى الخطاب العقيم؟ < بمعنى أن نفس التجربة هي التي تتكرر، لا وجود لإضافة في عملها، ولم تملك في يوم إمكانية أن تتجاوز ذاتها، فمنذ السبعينات وهؤلاء يكررون نفس الكلام ونفس الأساليب، وكأنهم ما يزالون شبابا في بداية التجربة. هذا مضر بالحركة التشكيلية في المغرب.