قررت جمعية أمريكية من مدينة بوسطن تنظيف مقبرة الغفران بالدار البيضاء، وإعادة ترميم قبورها المتآكلة وتشجير مساحتها لتجديد منظرها الطبيعي وطرد الحيوانات الضالة والمتسكعين منها، وفق ما ذكره الموقع الإلكتروني «ريف بوست» . وأكدت هذه الجمعية الأمريكية، التي أسست حديثا لهذا الغرض، والتي أطلقت على نفسها لقب «الغفران»، أنها ليست لها أهداف سياسية أو دينية، وإنما هدفها هو جمع التبرعات داخل الولاياتالمتحدةالأمريكية، على حد تعبيرها، من أجل وضع حد للوضعية المزرية التي تعيشها هذه المقبرة، والمتمثلة في انتشار الأزبال، وتوافد المتسكعين وانهيار بنايات القبور، وانتشار الحيوانات الضالة من كلاب وقطط وسط هذه المقبرة. وشجع على تأسيس هذه الجمعية أمريكي من أصول مغربية يسمى «بشات» يقيم في بوسطن، فقد تفاجأ خلال إحدى زياراته إلى هذه المقبرة بالوضعية المزرية التي تعيشها، والمتمثلة في انتشار الأوساخ والأزبال، وقرر مباشرة بعد عودته إلى أمريكا تحسيس مجموعة من الفعاليات في بوسطن بوضعية هذه المقبرة، ومنها الجمعية المذكورة التي وضعت ضمن أهدافها هذه السنة جمع مبالغ مالية من أجل إعادة ترميم هذه المقبرة، ووضع حاويات أزبال وزرع نباتات وأشجار بها، وتعزيز الحراسة الليلية. وتعيش مقبرة الغفران بالدار البيضاء وضعية جد مزرية، حيث تنعدم فيها النظافة، كما تعرف اكتظاظا كبيرا جعلها غير قادرة على استيعاب المزيد من الموتى، كما أن المقبرة المذكورة أصبحت قبلة للمتسكعين والمتسولين وبعض السلوكات الأخرى التي لا تليق بحرمة القبور، وتحولت المقبرة كذلك إلى ملاذ لعشرات الأطفال بدون مأوى، يتسللون إليها من أجل النوم بين البنايات المتآكلة لقبور الموتى، كما تحولت إلى مجال للتجارة، إذ تنتشر مجموعة من الباعة العشوائيين الذين يطوفون ببعض الفاكهة الجافة وماء الورد والخبز وآخرين يعرضون خدماتهم على زوار هذه المقابر، ومن ضمنها خدمة صباغة القبور. ويحمل هذا التدخل الأمريكي في القبور المغربية مجموعة من الدلالات الخطيرة، ويؤكد بالملموس الوضعية المزرية التي أصبحت تعيشها مجموعة من المقابر المغربية، والتي أصبحت تعطي صورة غير لائقة عن مدى احترام الجهات الوصية للموتى، في الوقت الذي يدعو فيه الإسلام إلى دفن الموتى في مكان نظيف، واحترام حرمة مقابر المسلمين، وفي وقت فقدت مجموعة من المؤسسات الرسمية المغربية في الآونة الأخيرة سيطرتها على القبور المغربية، وعلى رأسها وزارة الأوقاف والعمالات والولايات، حيث لم تستطع هذه المؤسسات أن تضمن حماية حرمة مقابر المسلمين، بل إن المغاربة أصبحوا مهددين بعدم وجود مكان لدفن موتاهم بسبب امتلاء أغلب المقابر، وتقاعس السلطات في البحث عن بقع أرضية لبناء مقابر جديدة.