دخل المتضررون من حريق «جوطية» قلعة السراغنة، لليوم الثالث على التوالي، في اعتصام مفتوح بسبب ما خلفه الحريق الذي حول أكثر من 150 «براكة»، منها 45 فارغة، إلى رماد. وبدأ أصحاب «البراكات» أشكالهم الاحتجاجية بالتوجه يوم الاثنين الماضي في مسيرة سلمية إلى أمام مقر عمالة إقليمقلعة السراغنة. وانطلقت المسيرة التي شارك فيها حوالي 60 متضررا رفقة أبنائهم الصغار من السوق اليومي، الذي اندلع به الحريق يوم الأحد الماضي. وحسب مصادر من عين المكان فالمتضررون أرادوا من هذا الشكل الاحتجاجي إبلاغ معاناتهم إلى المسؤولين، بعد أن أتت نيران الحريق المهول على كل ما يملكون. وحمل المحتجون الأعلام الوطنية وصور الملك، ولافتتين يطالبون فيها بإنصافهم، وتمكن أفراد القوات المساعدة من تفريق المحتجين، بعد أن انتدبوا أربعة منهم للحوار مع أحد المسؤولين بعمالة الإقليم. وعاد المتضررون بعد ذلك إلى مكان الانطلاق ليدشنوا اعتصامهم من أجل إبلاغ السلطات المحلية مطالبهم. ويحكي عدد منهم أن عشرات الأسر أصبحت لا تملك شيئا بعد أن فقد معيلها كل تجارته في الحريق، الذي قدرت بعض المصادر خسائره المالية ب 250 مليون سنتيم. فيما تكفلت السلطات المحلية بجرف 50 «براكة» أخرى، مستعلمة في ذلك جرافتين، إحداهما تابعة لعمالة الإقليم. وواصل المتضررون اعتصامهم يوم الثلاثاء الماضي وأول أمس الأربعاء بالمكان نفسه، حيث يرابطون هناك من أجل إسماع صوتهم إلى السلطات المعنية، وكذلك لمعرفة أي إجراءات ستتخذها هذه الأخيرة للتخفيف من معاناتهم. وينتظر هؤلاء فتح حوار جدي معهم حول مصيرهم، وكيفية استفادتهم من السوق النموذجي المشيد بنفس المكان. وكانت أكبر «جوطية» بقلعة السراغنة، قد شهدت صباح يوم الأحد الماضي، اندلاع حريق مهول في «براكة» لحام، قبل أن يمتد الحريق إلى باقي «البراكات» المجاورة، وسارعت مصالح الوقاية المدنية بالمدينة للتدخل لتطويقه، وهو ما تم لها بعد حوالي الساعتين، فيما تكلفت جرافتان بتجريف باقي «البراكات»، حتى لا تمتد إليها النيران. وطالب العديد من المتضررين ومنهم نساء ورجال المسؤولين، الذي حجوا بكثافة إلى عين المكان بمهلة زمنية، حتى يتمكنوا من جمع بضاعتهم ولإفساح المجال أمام السلطات المحلية لتجريف باقي «البراكات». ودخل العديد منهم في نحيب شديد، وهم يتابعون التهام ألسنة النيران لبضائعهم. هذا وفتحت السلطات بمدينة قلعة السراغنة تحقيقا لمعرفة أسباب الحادث، الذي لم يخلف خسائر بشرية.