لم تنفع جهود رجال الوقاية المدنية في إخماد الحريق الذي اندلع بجوطية «جنان الشعيبي» بمدينة قلعة السراغنة إلا بعد ساعة و40 دقيقة، مما حول أزيد من 150 «براكة» إلى رماد. وقد بذلت المصلحة الإقليمية للوقاية المدنية، يوم أول أمس الأحد، بعد أن استنفرت كل أفرادها مجهودا كبيرا لمحاصرة النيران، لكن شاحنتي الإطفاء اللتين تملكهما الإدارة لم تكونا كافيتين للسيطرة على النيران منذ بدايتها في الساعة ال 7 و15 دقيقة صباحا. وقد اضطرت السلطات الإدارية والأمنية إلى جلب جرافة إحدى الشركات لإبعاد باقي «البراكات» قبل أن تمتد إليها ألسنة النيران. ونشط أفراد الأمن والقوات المساعدة بفعالية في إبعاد الباعة المتضررين والساكنة التي تجمهرت بعين المكان تفاديا لأي خسائر بشرية محتملة. وأصاب الهلع المتضررين وامتد إلى سكان المنازل المجاورة للسوق، وسارعت بعض الأسَر إلى الهرب مع توالي انفجار ست قنينات غاز. وقدرت مصادر مطلعة الخسائر المادية التي لحقت السوق بما يقارب 250 مليون سنتيم كان أهمها في «براكة» لبيع العقاقير، وأخرى لبيع الأفرشة، ولم تسجل أي خسائر في الأرواح. ودخلت العديد من النساء في نحيب شديد، وهن يرين أن كل ما يملكن تحول إلى رماد. وأصيب بعض الباعة بصدمة شديدة جراء حجم الخسائر التي لحقت سلعهم. وحاولت بعض الأسر التي تملك «براكة» بالسوق إنقاذ بعض من سلعها، ونشط عشرات الشبان في مد يد العون لهذه الأسر، ولرجال الوقاية المدنية، فيما دخل العديد من المتضررين في مشادات كلامية مع بعض ممثلي السلطة، مطالبين بمهلة لإزالة ما تبقى من بضائعهم بعد السيطرة على النيران. ولا تزال أسباب اندلاع الحريق، الذي انطلق من «براكة» لحام بالجهة الخلفية للسوق مجهولة. وبينما تقول مصادر من عين المكان إن الحريق ناتج عن «حادث عرضي»، يتداول العديد من المتضررين كلاما مفاده أن الحريق «عمل مدبر» بغرض القضاء على هذا السوق العشوائي الواقع بالقرب من وسط المدينة بالمقاطعة الأولى، والذي يعرف انتشار العديد من السلوكات غير القانونية. وأضافت مصادر أخرى أن الحادث يعد أحسن فرصة للسلطات لتنقيل المتضررين إلى السوق العصري المجاور، وتحسين صورة المدينة، وإنهاء بعض مظاهر الانحلال الأخلاقي، كالدعارة، التي كانت تنشط بالعديد من «البراكات» في السوق العشوائي. وبحسب مصادر رسمية، فقد التهمت النيران 150 «براكة»، منها 31 لبائعي الخضر، و31 في ملكية بائعي المتلاشيات، 20 لمصلحي الدراجات، و21 للمتاجرين في الملابس القديمة، و45 «براكة» فارغة، فيما تكلفت السلطات بتجريف 50 «براكة» أخرى، ليصل المجموع إلى 200 «براكة». ويأتي هذا الحريق الأكبر من نوعه بهذا السوق بعد حريق جزئي اندلع بنفس المكان منذ أقل من شهرين.