تعرضت جمعية محاربة السيدا بأكادير لثالث عملية سرقة، لكن هذه المرة أقدم الجناة على سرقة أرشيف عشرين سنة من عمل الجمعية وأسرار آلاف المنخرطين والمصابين الذين اشتغلت الجمعية على ملفاتهم، كما تعرضت ممتلكات الجمعية للسرقة، ولم تسلم عينات الدم هي الأخرى من العبث رغم احتمال كونها ملوثة بفيروس فقدان المناعة المكتسبة، ولم يكتف الجناة بسرقة محتويات مقر الجمعية بل عبثوا ببعضها مما يؤكد حسب مسؤولين من الجمعية أن الفاعلين كانوا يقومون بعملهم في حالة اطمئنان تام. وقد تنبه أحد أعضاء الجمعية، عندما حل بمقر الجمعية صباح يوم الأحد الماضي لسقي حديقة الجمعية، إلى وجود آثار الخراب بساحة الجمعية واقتلاع السياج الحديدي للنوافذ من مكانه رغم ضخامته، ومجموعة من الملفات مبعثرة أمام الأبواب الحديدية لمقر الجمعية. ليتم إخبار المصالح الأمنية بذلك لتباشر الشرطة العلمية أبحاثها بعين المكان طيلة يوم الأحد، كما تمت معاينة آثار عجلات السيارة التي قد يكون الجناة استعملوها في سرقة محتويات مقر الجمعية التي كانت عبارة عن ثلاثة حواسيب عادية وحاسوب نقال ومجموعة من التجهيزات الإليكترونية التي تستعمل في حملات التوعية، كما تمت سرقة القرص الصلب الذي يحتوي على قاعدة معلومات الجمعية، ويحتوي على العديد من الأسرار الخاصة بالمصابين وصور الأيام التحسيسية التي نظمتها الجمعية خاصة وأنها تستهدف العاملين في الجنس وغيرها من الفئات الأكثر عرضة للإصابة بمرض السيدا. وفي إفادة لرئيس الجمعية أكد أن هذه الأخيرة أنفقت ما يقارب ستة ملايين سنتيم من أجل ضمان أمن الجمعية حيث زودت كل المنافذ إلى مقر الجمعية بنوافذ وأبواب حديدية قوية, لكن كل هذا لم يثن الجناة عن الوصول إلى ممتلكات الجمعية والعبث بها. كما أن مجموعة من الحقائب الطبية التي تسلمتها الجمعية من منظمة الصحة العالمية كانت هي أيضا هدفا للصوص رغم أن وزن الواحدة منها يفوق 30 كيلوغراماً وتحمل علامة المنظمة العالمية للصحة وتحتوي على معدات طبية لا يمكن إعادة بيعها. وقد قدر ثمن التجهيزات التي تمت سرقتها بحوالي مائة ألف درهم فضلا عن الخراب والفوضى التي عمت مقر الجمعية والحالة النفسية التي أضحى عليها أعضاء الجمعية والعاملون بها وبقية المتطوعين الذين أصبحوا يخشون اعتداءات متكررة, خاصة وأن الجمعية تتعرض لثالث مرة لهذا النوع من السطو.