بدأت أولى الأعراض الجانبية لمدونة غلاب في الظهور بعد أن ارتفعت أسعار عدد من أنواع الخضر والفواكه إثر التشدد في حمولة الشاحنات، وهو ما فرض على أصحابها محاولة فرض تسعيرة جديدة للنقل لتفادي إفلاسهم، الأمر الذي انعكس بصورة مباشرة على المواطن الذي أصبح يواجه اليوم أسعارا صاروخية في الأسواق تزيد من استنزاف قدرته الشرائية المتدهورة أصلا. الأعراض الجانبية لم تقتصر فقط على الجانب الاقتصادي بل أدت، في بعض الأحيان، إلى وقوع نوع من الاحتقان في بعض البوادي بعد أن وجد عدد من القرويين أنفسهم محاصرين في الأسواق الأسبوعية في المناطق النائية نتيجة عجز سيارات النقل المزدوج عن نقلهم بعد أن تم منع الحمولة الزائدة، قبل أن تتدخل السلطة من أجل فرض نوع من المرونة في تطبيق بنود المدونة التي لا شك أنها ستخلق المزيد من الإشكاليات، وهو أمر حتمي في ظل الفرق الشاسع بين ما جاءت به والواقع الذي يعيشه عدد كبير من المغاربة، خاصة أولئك الذين يعيشون في مناطق تصنف ضمن المغرب غير النافع ويتحملون، للوصول إلى مداشرهم، ظروفا قاسية تفرض عليهم أحيانا مزاحمة المواشي والدواب على متن شاحنات متهالكة. هؤلاء.. لا شك أن مدونة غلاب لم تأخذ وضعهم بعين الاعتبار.