يمر النجم السينمائي الأمريكي لورانس فيشبورن بأوقات جد عصيبة في الوقت الراهن، فقد أعلن أنه «تبرّأ» من ابنته البكر مونتانا، بسبب قرارها احتراف التمثيل في أفلام الخلاعة وإقدامها على إنتاج شريط لها، بأموالها الذاتية، وبيعَه لإحدى شركات التوزيع التي اغتنمت الفرصة للاستفادة من شهرة «فيشبورن» لبيع أكبر عدد من النسخ من هذا الشريط المثير، حتى إنها رفضت مقترَح لورانس لشرائه مقابل مليون دولار... وفي خضم تساؤلات كثيرة عن العوامل التي دفعت ابنة لورانس إلى «أحضان» صناعة البورنو في الولاياتالمتحدة، عادت مونتانا لتصنع الحدث بدخولها إحدى المصحات النفسية في ولاية كاليفورنيا، لتعالج من اضطراباتها النفسية، باعثة في نفس أبيها أملا في استعادتها وثنيها عن العمل في هذا النوع من الأفلام. انقلبت حياة النجم السينمائي الأمريكي لورانس فيشبورن رأسا على عقب، بسبب ظهور ابنته في أفلام خلاعة من إنتاج هوليود... لم يتخيل لورانس، يوما، أن ابنته مونتانا، التي كان يعتقد, جازما, أنه يحيطها بعناية فائقة تجعلها على الأقل شابة ناجحة مدعاة للفخر والاعتزاز، ستختار «سيناريوهاً» مغايرا لما تمناه أبوها. لم يراوده قط شك في نجاحه في تربية ابنته إلى أن أفصحت لوسائل الإعلام الأمريكية المتعطشة لأخبار نجوم هوليود أنها تطمح إلى أن تصبح إحدى نجمات أفلام الخلاعة في السينما الأمريكية!... لم يكن فيشبورنن الوحيدَ الذي لم يُصدّق هذه الأخبار التي تناقلتها وسائل الإعلام، على نطاق واسع، بل إن الكثيرين من أصدقاء هذا الفنان، العارفين ببعض أسراره الأُسَرية، لم يصدقوا أيضا أن مونتانا اتجهت نحو «التمثيل» في أفلام البورنوغرافيا، وهم الذين كانوا يتوقعون أن تسير على خطى والدها وتفرض ذاتها على أفضل مُخرجي هوليود، فقد كان بإمكانها, بقدر يسير من الموهبة وتوصية من أبيها وكلمة تزكية من أصدقاء أبويها، أن تحصل على دور ثانوي في أحد الإنتاجات السينمائية العالمية، ليشكل أولى خطواتها على درب والدها نحو النجومية. غير أنه لا شيء تحقق من ذلك: خابت طموحات الأب وآماله التي عقدها على ابنته ولم تصْدُق تكهنات أصدقاء الأسرة الذين كانوا يتوقعون أن تتوج مونتانا «خليفة» على مجد أبيها الذي حاز جائزة «أوسكار» لأحسن ممثل في مستهل تسعينيات القرن الماضي. ولم يتردد بعض هؤلاء، ببلادة، في التشبث بتلك التكهنات وسلموا بأن الابنة أو الابن لا يمكن أن يكونا بالضرورة نسخة طبق الأصل لأبويهما... في خضم كل الأصوات التي تنبأت لها بالسير على خطى أبيها، كانت مونتانا تخطط ل«مشاريع» أخرى، أهمها أن تصبح «النجمة الأولى لأفلام الجنس الهوليودية»... ولم تتردد مونتانا، التي أكملت سنتها التاسعة عشرة هذا الصيف، في التعبير لمجلة «بيبل» الأمريكية عن مشاريعها «المهنية» المستقبلية قائلة: «أريد أن أصبح نجمة أفلام البورنو، فأنا مهووسة بهذا النوع من الأفلام منذ 3 سنوات، أي منذ بلغت السادسة عشرة. تابعت الانطلاقة القوية لمسيرة كيم كارداسبيان، وكيف تطورت في وقت لاحق على نحو مثير للدهشة إلى أن صارت الممثلة الأولى في تخصصها... أطمح إلى اقتفاء أثرها، ولذلك حرصت على أن يكون شريطي الأول الذي وُزِّع في الأسواق في الأيام القليلة الماضية أولى خطواتي، وأتمنى أن يكون بمستوى بدايات كيم»! وسعيا منها إلى السير على خطى «مثالها الأعلى»، كيم، بادرت مونتانا، في غفلة من أسرتها الصغيرة، إلى إنتاج شريط بورنوغرافي اختارت له عنوان: «مونتانا فيشبورن: انطلاقة مثيرة لابنة نجم سينمائي في عالم أفلام الجنس»، وباعته في يوليوز الماضي لشركة «فيفيد» المتخصصة في توزيع الأشرطة السينمائية، وخصوصا أفلام الخلاعة. واعتُبر هذا الشريط الذي أنتجته مونتانا بإمكانياتها الذاتية، أملا منها في السير على خطى «كيم»، بمثابة شريط ترويجي لاسمها في عالم الجنس. ورغم أن مونتانا اختارت مجالا تعرف يقينا أنه سيثير غضب أبيها لورانس وسيمسّ بشخصيته في سماء السينما الأمريكية، فقد تعمّدت أن تضع في خلفية الفضاء الذي صورت فيه مشاهدها المثيرة صورة كبيرة لوالدها، وكأنها تريد أن تقول للجميع إن أباها راضٍ عما تفعله، يقول أحد أصدقاء فيشبورن -الأب المقربين. غير أنها نفت في حوارها سالف الذكر مع مجلة «بيبل» الأمريكية أن تكون أرادت المس بكرامة أبيها أو إلحاق الأذى به، بالنظر إلى أنها تعلم يقينا أنه غير موافق على المسار المهني الذي اختارته، وقالت: «لم أقصد أن أجرحه بل كنت أطمح إلى أن يفخر بي وما زلت أتمنى أن يحصل هذا ذات يوم». وارتفعت حدة الخلافات بين فيشبورن وابنته، مباشرة بعد نزول شريطها الترويجي إلى الأسواق، وبات من المؤكَّد أن لورانس «سيتبرأ» من مونتانا، بسبب مخالفتها أوامرَه وبسبب ما سماه «الإساءة إلى مسيرته الفنية وتمريغَ كرامته في الوحل»!... وقد دفع الإحساس بالمهانة والإذلال الشديدين، فيشبورن -الأب، بعد محاولة يائسة لشراء حقوق توزيع الشريط عرض فيها مليون دولار على شركة «فيفيد»، مقابل إتمام هذه الصفقة، إلى أن يعلن لوسائل الإعلام أنه قطع كل صلاته ب«التي» كانت ابنته وصارت الآن ماضيا للنسيان، وتوجه لمونتانا -في تصريحات تناقلتها وسائل الإعلام الأمريكية على نطاق واسع- قائلا: «لم يعد لكِ مكان في حياتي، انتهى كل شيء، ولم تعودي من الآن ابنتي»، وهي نفس الجمل التي قالها لها في آخر اتصال هاتفي بينهما. وبدا واضحا أن لورانس حريص على نفي أي دور له في المسار الذي اختارته ابنته. غير أن هذه التجربة ليست الأولى التي تقوم بها مونتانا، رغم أن أباها لم ينتفض في وجهها إلا حين أصدرت أولَ شريط لها، ونسي أنه لم يدّخر جهدا في تخليصها من قبضة العدالة حينما أُلقي عليها القبض بتهمة الفساد الأخلاقي، بعد أن تم ضبطها في أوضاع مخلة بالأخلاق العامة في أحد أبرز شوارع هوليود. يومها، التزم لورانس الصمت ولجأ إلى كل الوسائل المتاحة للإفراج عن ابنته، حتى إنه دخل في آخر المطاف في مفاوضات عسيرة مع المحكمة العليا في ولاية كاليفورنيا يعرض فيها إنجاز أعمال في إطار المصلحة العامة، مقابل الإفراج عن ابنته وإسقاط المتابعة القضائية عليها... لكن توجيه سهام اللوم إلى لورانس لم يعد يجدي نفعا، اليوم، وباتت معرفة ما تعتزم ابنته القيام به من «مشاريع» في المستقبل القريب أكثرَ أهمية من أي شيء آخر، وإن كان العارفون بمسار لورانس وعلاقته بابنته حائرين في تبيُّن الأسباب التي دفعت فتاة كمومنتانا، رغم ما كانت تنعم به من عيش رغيد وتحطى به من عناية أسرية فائقة، خصوصا من أبيها، في أحضان شركات إنتاج أفلام الخلاعة التي تعتبر ابنة نجم سينمائي من حجم فيشبورن في عرفها «غنيمة» لا تُقدَّر بثمن. وما يزال أصدقاء عائبة فيشبورن، بدورهم، تحت هول الصدمة، وكذلك الشأن بالنسبة إلى كثيرين من معجَبيه الذين عبَّروا عن صدمتهم الشديدة مما أقدمت عليهم نجلةُ ممثلهم المفضَّل، خصوصا بعد أن نقلت مونتانا السجال حول مشاريعها البرونوغرافية من صفحات المجلات وشاشات القنوات الأمريكية إلى عالم المواقع الاجتماعية على شبكة الأنترنت، التي يرتادها عشرات الملايين من الأشخاص من مختلف أنحاء العام، كل يوم. ويبدو أن مونتانا عرفت الأهمية التي يمكن أن تكتسيها هذه المواقع الاجتماعية في الدفاع عن نفسها والترويج لاسمها في عالم أفلام الجنس، عن طريق إطلاق تصريحات «نارية» تكشف عن أسرار بعض مشاهير هوليود. وفي هذا الإطار، كتبت في صفحتها على موقع «تويتر» أن «الممثل جيمي فوكس شاذ جنسيا»، مؤكدة عزمها على «احترام التمثيل في أفلام البورنو». لكنها اختارت التزام الصمت حول الأسباب التي دفعتها إلى تغيير مسار حياتها على هذا النحو المفاجئ والصادم. لكن أصابع الاتهام وُجِّهت، بسرعة البرق، إلى صديقها مغني الراب، جيريمي غرين، الملقب ب«جي .بيبس»، فهو الذي قدمها لشريكها في الشريط، برايان بامبر، وهو الذي شجعها كذلك على لعب أدوار مثيرة في فيديوكليبات ماجنة لبعض مغني «الهيب هوب» في الولاياتالمتحدةالأمريكية. وكانت تلك أولَ تجربة لها في استعراض مفاتنها أمام عدسة الكاميرا، قبل أن تنتقل، مؤخرا، إلى أفلام الخلاعة. لكنْ لا أحد يعلم، إلى غاية أواخر شتنبر الأخير، أن مونتانا تعاني من اضطرابات نفسية تجعلها «فريسة» سهلة في أيدي تُجّار الأفلام الماجنة!... ورغم الهجوم الشرس الذي شنه لورانس على ابنته وشعور المهانة والإذلال اللذين أحس بهما بعد نزول شريطها البورنوغرافي إلى الأسواق، فإن مقربين منه أكدوا أنه ما يزال يمني نفسه بأن تعدل ابنته عن قرارها التمثيل في أفلام الخلاعة، خصوصا بعد أن نشرت بعض الصحف الأمريكية أن مونتانا دخلت, من تلقاء نفسها, إحدى المصحات النفسية في ولاية كاليفورنيا، وهي علامة عن قناعتها بأنها تعاني من مرض نفسي. إلا أن أنباء غير سارة تنتظر مونتانا بمجرد خروجها من السجن، حيث ينتظر أن يتم اعتقالها, من جديد, بعد أن تقدمت الصديقة السابقة للرفيق الحالي لمونتانا، بشكاية رسمية ضدها تتهمها فيها بتعنيفها، علما أن أطوار هذه الحادثة تعود إلى مارس الماضي. كانت هذه الشكاية صادمة بالنسبة إلى لورانس، الذي حاول تجاوز موجة غضبه من مونتانا، وبادر، في سرية تامة، إلى تكليف محام للدفاع عنها أمام المحكمة, لتفادي الزج بها خلف القضبان بمجرد خروجها من المستشفى، وهو ما يمكن أن يكون كارثيا على حالتها النفسية المتدهورة أصلا. فرغم أن ابنته صارت كابوسا يقض مضجعه، فإنه يعلم يقينا أنه الوحيد القادر من بين كل أفراد الأسرة على إعادتها إلى رشدها ولا أحد يستطيع مساعدتها على «العودة إلى الطريق السوي» إلا هو، لأنه الوحيد الذي لا تفتأ تقول إنها تحبه ولا تريد إغضابه أو جرحه.
لورانس فيشبورن..نجم يعيش أحلك لحظات حياته على الإطلاق يعيش النجم السينمائي الأمريكي، لورانس فيشبورن، أصعب لحظات حياته على الإطلاق، والتي توشك أن تضع حدا لمسيرته الفنية التي بلغت أوجها في مستهل تسعينيات القرن الماضي. فقد اضطر لورانس إلى إعلان براءته من ابنته البكر، مونتانا، التي أنجبها له زوجته الأولى، بعد مشاركتها في أفلام خلاعة وإنتاجها شريطا بورنوغرافيا وزع على نطاق واسع في الولاياتالمتحدة. وابتدأت مشاكل لورانس العائلية بعد طلاقه من أم مونتانا، واقترانه عام 2002، بالممثلة جينا توريس، التي اشتهرت بأدوارها في عدد من السلسلات التلفزية الناجحة مثل «أنجيل» و«فيرفلاي»، وأنجبت له بدورها طفلة. وكان لورانس بلغ أوج شهرته في مستهل العقد التاسع من القرن العشرين, بعد قرابة عشر سنوات من انطلاقته في عالم السينما، خصوصا بعد أن حصل في مستهل التسعينيات على جائزة «أوسكار» عن دوره فيلم خاص عن حياة المغنية الراحلة تينا تورنير، حيث أبدع وأقنع في أداء دور زوجها شديد العنف، الذي كان يوسعها ضربا، وذلك بعد مرور أزيد من عشر سنوات عن أول ظهور له في عمل سينمائي، حيث دشن أول لقاء له مع الجمهور في سنة 1979، وكان عمره حينئذ 14 سنة، بتقمصه دورا صغيرا في فيلم «أبوكاليبس ناو». وتواصل تألق لورانس في سماء هوليود، وحقق إنجازا جديدا في سنة 1995، حينما كان أول ممثل أمريكي من أصل إفريقي يشارك في لعبة «أثيلو»، التي تلعب بين شخصين يكون أحدها أسود البشرة والآخر من البيض، قبل أن يثبت بشكل لا يقبل الشك إطلاقا أنه ممثل متميز، ويضمن بذلك مكانته ضمن كبار هوليود بفضل أدائه الرائع في فيلم «ماتريكس» الذي عرض في القاعات السينمائية في سنة 1999. أما ثمانينيات القرن الماضي، فكانت بالنسبة إلى لورانس، خريج معهد «أستوديوهات أكتورس»، الذي يعتبر من أهم معاهد التمثيل في الولاياتالمتحدةالأمريكية، بمثابة مرحلة اكتشاف لعالم الصناعة السينمائية في بلاد العام سام، حرص خلالها على مراكمة التجارب وتنمية كفاءاته في التمثيل، خصوصا في الكوميديا.