اعتقلت عناصر الدرك الملكي في آيت عميرة، في ضواحي اشتوكة أيت باها، صبيحة يوم الخميس المنصرم، مناضلين نقابيين من الاتحاد العام للشغالين يعملان في شركة «دونا إكسبور»، أحدهما يشغل مهمة كاتب عام، وذلك بعد تلقي شكاية شفوية من طرف أحد الوسطاء في تشغيل اليد العاملة في المنطقة، بعد مشاداة بينه وبين عمال ضيعة «دونا 07» الذين لم يستسيغوا حضور هذا الوسيط ومعه العمال الجدد، مدججين بمختلف أنواع السيوف والعصي، لإرهاب العمال وإجبارهم على ترك مواقع عملهم التي قضوا فيها زهاء 18 سنة، حسب قول العمال. وقال بيان صادر عن نفس النقابة إن المعتقلين تعرضا للتعذيب في مخفر الدرك من أجل نزع اعترافات منهما، وأضاف البيان ذاته أن نفس الوسيط بات يخوض في الآونة الأخيرة حربا بالوكالة عن شركة «دونا إكسبور»، من خلال استقدام عمال جدد ومنحهم تحفيزات مالية كبيرة، مقابل الدخول الضيعات الفلاحية التابعة للشركة المذكورة بالقوة، وهو ما يعني الإجهاز على حقوق مئات العمال وتشريد عائلاتهم. وذكر البيان نفسه أنه سبق للمكتب الإقليمي للاتحاد العام للشغالين بالمغرب أن وضع شكاية لدى القائد الجهوي للدرك في أكادير يوم ثاني شتنبر الجاري ضد مساعد في مركز الدرك في آيت عميرة، بسبب سلوكات وتصرفات غير مسؤولة، كتوجيه سهام السب للنقابة والعمال والعاملات والقذف في أعراضه. وأشار البيان النقابي إلى أن نزاع الشغل الجماعي في الشركة المذكورة في إقليم اشتوكة آيت باها، بات يضع الوضع والاستقرار الاجتماعيين فوق فوهة بركان، بعد إقدام الشركة على طرد أزيد من 800 عامل وحرمانهم من أجورهم وسلبهم كل حقوقهم ومكتسباتهم، مقابل الاستعانة بشركات التشغيل المؤقت لاستقدام اليد العاملة، قصد التخلص من العمال الرسميين وضرب العمل النقابي. وأكد البيان النقابي أنه وخلال السنتين الأخيرتين استُهدِف العمل النقابي في الإقليم بشكل خطير، حيث اعتقل المناضلون والنشطاء النقابيون وتم الطرد الجماعي للعمال والعاملات، كما تم توقيف نشاط بعض المؤسسات الإنتاجية، للتخلص من العمال الرسميين وتشريد عائلاتهم، ومازال العمال الزراعيون يعيشون أوضاعا صعبة ويطالبون الحكومة بحمايتهم وفتح تحقيق في ما يعيشونه من استباحة لحقوقهم المشروعة. إلى ذلك، استنكر البيان النقابي، بشدة، اعتماد مسؤولي الدرك الملكي في آيت عميرة المعايير المزدوجة في التعاطي مع الشكايات التي يتوصلون بها، حيث تلقوا شكايات غير ما مرة من طرف عمال ومسؤولين نقابيين، آخرها يوم الأربعاء 22 شتنبر الحالي، بخصوص تعرض عمال وعاملات «دونا 07» للضرب والجرح، بسبب العنف الممارس ضدهم من طرف الوسيط وحاشيته، باستخدام السلاح، غير أنه لم يُسجَّل أي تدخل لإنصاف المتضررين.