أفشل 18 عضوا بمجلس غرفة الصناعة التقليدية لعمالة مراكش وأقاليم قلعة السراغنة والحوز وشيشاوة والرحامنة انعقاد دورة شتنبر الحالي في بادرة تصعيدية ضد رئيس الغرفة نجيب أيت بنمالك. والتجأ الأعضاء إلى مقاطعة الدورة، مما أجل انعقادها لعدم توفر النصاب القانوني. وأرجع المقاطعون الذين ينتمي أغلبهم إلى حزب الأصالة والمعاصرة موقفهم إلى «عجز الرئيس عن توفير جو ملائم تسوده الديموقراطية واحترام الرأي الآخر»، خاصة أن الدورة تتضمن مناقشة اتفاقية الإطار الخاصة بالمخطط الجهوي للصناعة الداخلية. وأوضح المعارضون في البيان التوضيحي، الذي حصلت «المساء» على نسخة منه، أن الرئيس لم يعط العناية الضرورية والاهتمام الكبير «للمخطط المصيري» لقطاع الصناعة التقليدية الذي ينتظره الحرفيون وكل الفاعلين بالقطاع بالجهة. وكانت الأجواء المشحونة سيطرت على مجلس غرفة الصناعة التقليدية بمدينة مراكش بعد أن أقدم ستة أعضاء على تقديم استقالتهم من مهامهم في رسالة موجهة إلى نجيب أيت بنمالك رئيس الغرفة يوم الإثنين20 شتنبر الجاري. وقد طال البيان الذي أعده المستقيلون وعدد من المستنكرين لطريقة تسيير أيت بنمالك عَرض المندوب الجهوي للصناعة التقليدية حول «المخطط الجهوي» في دورة يونيو الماضي، حيث وصفوه ب «الباهت»، موضحين أن مناقشة هذا المخطط اتسمت ب«الاستخفاف»، وهو ما شكل «خيبة أمل وصدمة لهم»، حسب ما ورد في البيان. من جهته، نفى المندوب الجهوي عبد العزيز الرغيوي، في اتصال ب«المساء»، أي خلاف له مع هؤلاء الأعضاء، مضيفا أن «الذين وصفوا عَرضه بالباهت هم من صفقوا له في دورة يونيو»، وهو أيضا نفس العرض الذي تقدم به أمام السلطات الولائية في ماي الماضي، و«لقي استحسان الجميع»، يضيف الرغيوي. ووصف المندوب ما ورد في البيان التوضيحي ب«الكذب والبهتان». وقد طالب البيان، أنيس بيرو، كاتب الدولة في الصناعة التقليدية بالتدخل لإرسال أحد أطر الوزارة أو مكتب الدراسات المنجز للمخطط لتعميق النقاش مع أعضاء المجلس حول مضامينه لتطويره وتحقيق الإجماع حوله. وكان المعارضون قد وقعوا رسالة استنكارية ضد ما أسموه «الواقع المرير» بالغرفة، في حين وصف أيت بنمالك أصحاب الرسالة بأنهم «تحركهم أيد خفية» دون تحديد هوية هذه الأيدي. وظل هاتف نجيب أيت بنمالك، رئيس الغرفة، مغلقا رغم المحاولات العديدة التي أجرتها «المساء» لأخذ رأيه في الموضوع، وكان بنمالك كان قد نفى في تصريح سابق ل«المساء» تقديم هؤلاء لاستقالتهم، بل قال إنه هو من طالبهم بتقديمها لأنهم «لا يشتغلون ولم يقدموا إضافات نوعية».