انفجرت فضيحة كبرى جديدة بمستشفى الاختصاصات التابع للمركب الاستشفائي الجامعي ابن سينا وسط العاصمة الرباط بعدما تبين أن مئات المواطنين مهددون بالعمى بسبب عطل أصاب جهاز الليزر، الذي يحتاجه المصابون بأمراض العيون، ومن بينهم مرضى السكري، للعلاج. وعلمت «المساء» أن الأطباء باتوا لا يستطيعون منح مواعيد تلقي العلاجات للمواطنين بسبب استمرار العطل الذي عجز المسؤولون عن إيجاد حل له، في الوقت الذي يدفع بعض الأطباء المواطنين دفعا لتلقي العلاج داخل المصحات الخاصة التي هم على علاقة بها. ولم تتوقف الفضيحة عند هذا المستوى، بل تأكد ل «المساء» أن المركب الجراحي الرئيسي هو الآخر متوقف عن العمل منذ بداية شهر غشت الماضي. الذي شهد موجهة حر قوية. وأكدت مصادر مطلعة على الموضوع ل «المساء» أن قنوات تصريف الهواء باتت متوقفة عن العمل، الأمر الذي دفع الجراحين إلى اتخاذ قرار بعدم إجراء العمليات بالمركب حفاظا على سلامة المرضى، الذين بات معظمهم يلجأ لإجراء العمليات بالمستشفى الرئيسي بمدينة فاس، في الوقت الذي يقترض آخرون الأموال للدخول إلى مصحة خاصة لإجراء العملية بالرباط. وأكد مدير مستشفى الاختصاصات الدكتور لحسن أكناو، وهو اختصاصي في طب العيون، من جانبه في اتصال مع «المساء» على أن هناك ثلاثة أجهزة ليزر، اثنان منها يشتغلان، بينما الجهاز الثالث مصاب بعطب. وأضاف أكناو بأن توقف إجراء العمليات بالمركب الجراحي سببه وجود «مشكل في علاج الهواء نظرا إلى أن القنوات موجودة منذ 1983 ولم تتغير، ومع الارتفاع المهول في درجات الحرارة خلال الشهور الأخيرة توقفت عن العمل نهائيا لأن صيانتها لم تكن في المستوى» قبل أن يستدرك قائلا: «وما يجب أن يعلمه الناس هو أن هناك قاعات جراحية صغيرة تجرى في العمليات البسيطة ونحن سنعمل على إصلاح الأوضاع بأسرع ما يمكن». ويشير أكناو إلى أنه ومنذ تعيينه في منصبه قبل نحو عامين وجد عدة أوراش تحتاج لتدخلات عاجلة، «ومنها جناح العيادات الذي بقي على حاله منذ الشروع في بنائه ونحاول إتمامه سريعا»، قبل أن يضيف «نحن نعلم أن هناك مشاكل كثيرة بالمستشفى، وقد أكدت ذلك للمسؤولين في مراسلات رسمية وفي عدة اجتماعات، ولا توجد عصا سحرية بإمكانها تغيير الأوضاع بين عشية وضحاها، بل الأمر يقتضي اتباع مساطر إدارية تحتاج وقتا». ويتحدث موظفون بالمستشفى عن «ظروف عمل سيئة» داخل المؤسسة، «ومنها انتشار الأوساخ وغياب الصيانة المنتظمة، بالإضافة إلى انعدام الأمن» ويضربون على ذلك مثلا بأن مدير المستشفى نفسه تعرض حاسوبه المحمول للسرقة من مكتبه قبل مدة. كما يتحدث موظفون آخرون عن انتشار ظاهرة التسول داخل المستشفى «حيث إن عددا من فقراء الشعب الذين يأتون للعلاج أو يرافقون أقاربهم من المرضى يضطرون للتسول داخل مستشفى الاختصاصات، ناهيك عن المشردين ومحترفي مهنة التسول الذين يستغلون الظروف لممارسة مهنتهم المفضلة».