في حادث إجرامي وصف بالفظيع، قامت عصابة مكونة من ثلاثة شبان، مساء أول أمس، بسرقة سيارة أجرة صغيرة بالقنيطرة، بعدما عرضوا سائقها لاعتداء شنيع دخل على إثره في غيبوبة، وألقوا به في مكان مهجور بعدما قيدوه، ثم لاذوا بالفرار إلى وجهة غير معروفة. وكشفت المصادر، أن الجناة استدرجوا «عزيز إدلحاج»، سائق سيارة الأجرة ذات الرقم 466، إلى مكان بعيد عن وسط المدينة، حيث يسود ظلام دامس بفعل الإنارة العمومية المعطلة، بعدما أمروه بإيصالهم إلى فندق يوجد في منطقة العصام، لينقض عليه في الطريق اثنان من أفراد هذه العصابة، اللذان كانا يجلسان في المقاعد الخلفية، وهددوه بقتله، قبل أن يشهر أحدهم قضيبا حديديا في وجه السائق، ويشرع في ضربه بقوة على مستوى الرأس والوجه. «كان مارا بشارع محمد الخامس، وبالضبط بمحاذاة مقهى طارق، قبل أن يشير إليه ثلاثة أشخاص بالتوقف، وطلبوا منه بكل أدب نقلهم إلى فندق صغير يوجد خارج المدينة، وما هي إلا دقائق معدودة حتى وجد نفسه محاصرا من طرفهم، أشبعوه ضربا مبرحا في مناطق حساسة من جسمه، ووجهوا له عدة لكمات ثم كبلوه، ليقود أحدهم السيارة صوب قنطرة أولاد برجال، حيث رموه في مكان مهجور بالقرب من واد سبو، وانطلقوا ب«الطاكسي» في اتجاه مجهول»، هكذا سرد يوسف، أخ السائق، ل«المساء» تفاصيل عملية الاعتداء الذي تعرض له الضحية والاستيلاء على سيارته، وهو الحادث الذي كان له الأثر البالغ في نفوس أهله وذويه الذين حجوا بكثرة إلى المركب الاستشفائي الإدريسي، حيث نقل السائق مغمى عليه إلى قسم العناية المركزة لتلقي الإسعافات الأولية، قبل أن يضيف الأخ قائلا، وعلامات الحزن والأسى بادية على محياه، «لقد جردوه من كل متعلقاته واستولوا على هاتفه النقال وكذا المبالغ المالية التي كانت بحوزته، وهي حصيلة عمله خلال هذا اليوم، مستغلين في ذلك السكون الرهيب الذي يسود المنطقة، قبل أن يستولوا على سيارة الأجرة وينطلقوا بعيدا عن مسرح الجريمة». وعن طريقة اكتشاف هذه الجريمة، أفاد المتحدث أنه أُشعر من طرف أحد الأشخاص بأن شقيقه تم العثور عليه مرميا في تلك المنطقة المقفرة وهو في وضعية صحية جد متردية، وأن آثار رضوض وجروح بليغة بادية في مختلف أنحاء جسمه، وهو ما دفعه إلى إخطار رجال الإسعاف ومصلحة الديمومة بولاية أمن القنيطرة، التي انتقلت عناصرها إلى مكان الحادث، واستمعت لأقوال الضحية الذي كان يجد صعوبة بالغة في الكلام، قبل أن تستنفر أجهزة الأمن مختلف فرقها ومصالحها من أجل القيام بحملة تمشيطية واسعة النطاق، وإقامة حواجز للمراقبة والتفتيش، قصد إيقاف المشتبه فيهم قبل أن يبادروا إلى ارتكاب المزيد من الجرائم عن طريق استغلال سيارة الأجرة الصغيرة المسروقة. ويعد هذا الحادث الثاني من نوعه في أقل من شهرين، حيث سبق لسائق سيارة أجرة صغيرة، يقطن بحي البساتين، أن تعرض، مؤخرا، لاعتداء مماثل من طرف أشخاص مجهولين بمنطقة أولاد أوجيه، الذين ألحقوا به جروحا بليغة بواسطة السلاح الأبيض، وسلبوا أمواله، ثم أطلقوا سيقانهم للريح، تاركين الضحية مضرجا في بركة من الدماء.