يستقبل فؤاد عالي الهمة زوار شركته «مينا ميديا» داخل مكتب فسيح في الطابق الأخير من عمارة تقع في أحد أحياء رجال الأعمال بالرباط. ورغم أنه لا يطيق أن يسميه البعض بالرجل الثاني في البلاد، فإن حركة الهمة تتجه نحو تأسيس ذراع سياسية للملكية في المغرب، وهو ما يعيد إلى الأذهان، حسب المراقبين، تجربة أحزاب الإدارة كما كان عليه الحال في عهد الحسن الثاني. وأسر الهمة للمقربين منه بأنه تحدث إلى الملك حول ترشحه في بنجرير لتمثيل المنطقة في مجلس النواب، حيث فاجأه رد محمد السادس الذي أجابه بحماس: «راودتني مثلك نفس الفكرة، ماذا تنتظر؟». ويرى الهمة أن حل حالة الفتور السياسي التي تميز المشهد السياسي المغربي يمر عبر النزول إلى الميدان والتواصل مع المواطنين، عبر إعادة نسج العلاقة معهم والعمل بشكل لا متمركز دون ترك الساحة أمام الإسلاميين «الخصوم». ولا يخفي زعماء الأحزاب السياسية انزعاجهم من توسع «حركة لكل الديمقراطيين» التي تغري أطر الأحزاب ورجال الأعمال بالانضمام إليها، ولا ينكرون أن منافسهم السياسي الجديد دائب النشاط ولديه إمكانيات العمل ويراهن على جميع الأطياف حتى المتناقضة منها.. لم تتوقف الأحزاب التقليدية عن التنديد بأجواء المنافسة غير النزيهة التي تفرضها حركة صديق الملك، إذ تمثل «حركة لكل الديمقراطيين» في نظرهم النظام الذي يتقدم بشكل مقنع من خلال عودة حزب الإدارة والعهد الحسني الجديد.