قال زكي السملالي الكاتب العام للرجاء البيضاوي إن عبد الله غلام رئيس الفريق أصبح طرفا في موضوع مطالبته بتشكيل لجنة للتقصي. وأوضح السملالي في حوار أجرته معه «المساء» إن غلام رفض تشكيل لجنة للتقصي، ثم في مرحلة لاحقة بدأ اتصالاته ببعض اللاعبين ليدفعهم إلى نفي الأمر. وتابع أن الحياد لم يعد متوفرا في غلام، سيما أنه طالب بتشكيل لجنة للتقصي تضم حكماء الرجاء وتوفر الحماية للاعبين حتى يدلوا بإفاداتهم بكل حرية وبعيد عن أية ضغوط. - لماذا تأخرت مطالبتك بتشكيل لجنة للتقصي إلى اليوم؟ < أبدا مطالبتي بتشكيل لجنة للتقصي لم تتأخر، فعندما أمسكت بأول خيوط محاولات تأثير رئيس اللجنة الطبية على اللاعبين وإحداثه للبلبلة والفوضى داخل الفريق، في أعقاب مباراة الديربي أمام الوداد التي جرت بالرباط، طلب مني غلام التريث سيما أن الفريق بدأ يستعيد عافيته. كان المبرر بالنسبة له أن الفريق يمضي في الطريق الصحيح، وأنه لا داعي لفتح هذا الملف. - وكيف توصلت إلى أن رئيس اللجنة الطبية يسعى للتأثير على اللاعبين؟ < في مباراة الديربي حدث خلاف بين جريندو والرمش من جهة وبلعوباد من جهة أخرى قاما على إثره بطرده من مستودع الملابس، اعتقدت في البداية أن المشكل بسيط، وذهبنا في اللجنة التأديبية إلى أن على اللاعب أن يحترم المسير. لكن عندما استمعت ككاتب عام إلى جريندو والرمش، وجدت أن جذور المشكل تعود إلى موسم 2006/2007 عندما كان فريق الرجاء مهددا بالنزول إلى القسم الثاني، إذ عرض بلعوباد على جريندو الانتقال إلى المغرب الفاسي، إلا أن جريندو رد عليه بأنه لن يلعب لغير الرجاء، وعندما رفض جريندو فإنه نقل عرضه إلى ياسين الرمش الذي رفض بدوره. أكثر من ذلك وجدت أن بلعوباد كان لديه مشكل شخصي مع العرصي، وكان يدفع اللاعبين إلى رفض العلاج لديه، و لربما تابعتم كيف أنه في إحدى الندوات التي عقدها قد اصطحب معه اللاعب حسن الداودي، وهو الأمر الذي بعث الشك في نفوس اللاعبين، بل إنه قاد حملة ضد العرصي، دون أن نكون وقتها على معرفة بحقيقة ما يقع. حينما نعود بالذاكرة إلى هذه الفترة سنجد أن عبد الحميد الصويري الذي كان وقتها رئيسا للرجاء، قد أوقفه، لذلك فلو تم توجيه السؤال للصويري فمن المؤكد أن حقائق أخرى ستظهر، لأنه أوقفه بسبب خلقه للبلبلة داخل الفريق. - وما هي الإجراءات التي أقدمت عليها بعد مباراة الديربي؟ < التقيت بالرئيس عبد الله غلام على خلفية المشكل الذي تفجر بين الرمش وبلعوباد وقلت له إنه، لا يمكن أن نستمع للرمش فقط ولا نستدعي بلعوباد بدوره، حتى لا نظلم أي طرف. إلا أن غلام طلب مني تهدئة الأمور، وعندما انتهى الموسم الحالي فإن المدرب الفرنسي جان إيف شاي أكد في تصريحات صحفية أنه كان بإمكان الرجاء تحقيق إنجاز أفضل من الرتبة الثالثة لولا البلبلة التي أحدثها بلعوباد. لقد قال إيف شاي هذا الكلام بعد أن انتهى العقد الذي يربطه بالرجاء، وعندما نجد أن حسن الداودي تشاجر في مباراة النادي المكناسي مع إيف شاي ستتضح لنا الصورة. وأنا أشفق على الداودي، لأنه تم تحريضه وشحنه. عندما قرأت تصريح إيف شاي لم يعد أمامي من اختيار وجددت مطلبي لغلام بالنظر في الموضوع، وفي اجتماع للمكتب تساءلت هل ما يقوله إيف شاي صحيح، إلا أن غلام مرة أخرى لم يشأ المضي قدما في الملف. - ألم يكن ممكنا معالجة هذا الملف داخل المكتب المسير؟ < الرئيس عبد الله غلام ظل يرفض النبش في هذا الملف، ورئيس اللجنة الطبية كان يختبئ خلفه، لذلك لم أجد أمامي من حل غير المطالبة بتشكيل لجنة للتقصي للوقوف على حقيقة ما يقع، لأن أطرافا كثيرة وجهت سهام انتقادها لرئيس اللجنة الطبية. إلا أن غلام رفض مرة أخرى تشكيل اللجنة ودعاني لحل المشكل أنا وبلعوباد، وكأن الأمر يتعلق بنزاع شخصي وليس بخصوص مصلحة فريق الرجاء. أنا أيضا أتساءل لماذا يرفض الرئيس تشكيل لجنة للتقصي، فهذا المطلب ديمقراطي، وأنا أعتقد أن من حق الرجاء بجميع مكوناته جمهورا ومنخرطين معرفة حقيقة ما يقع، لأن الرجاء كادت أن تنزل إلى القسم الثاني بلاعبين مرموقين، كما أن إيف شاي صرح أنه كان بإمكان الفريق تحقيق نتائج ورتبة أفضل في الموسم الماضي لولا البلبلة التي أحدثها رئيس اللجنة الطبية، إذا فنحن أمام مشكل أخلاقي، وأمام انتقادات من أطراف مختلفة. إن سوابق رئيس اللجنة الطبية هي التي دفعتني إلى المطالبة بتشكيل اللجنة، وليس أمرا آخر. للأسف غلام رفض تحمل مسؤوليته، وأنا مستعد للذهاب بالملف إلى أبعد نقطة ممكنة. - لكن غلام باشر اتصالاته ببعض اللاعبين لمعرفة حقيقة ما يقع؟ < هذا أمر غريب ويؤكد أن هناك سوء نية. عندما طلبت تشكيل لجنة للتقصي رفض غلام الأمر، واليوم يتصل باللاعبين للاستماع إليهم. لقد أصبح غلام طرفا في الموضوع، وباستماعه إلى بعض اللاعبين، يكون قد خرق ميثاقا أخلاقيا،ل أنني دعوت إلى تشكيل لجنة للتقصي تضم حكماء الرجاء كأنيس وحنات وعمور وأوزال والمسيوي وتوفر الضمانات للاعبين حتى يكشفوا الحقائق بعيدا عن الضغوط. أكثر من ذلك فإن غلام عندما اتصل باللاعبين كان يطرح عليهم السؤال بصيغة أخرى، إذ يقول لهم هل تلقيتم مقابلا ماديا مقابل التلاعب في نتائج مباريات الرجاء، علما أنني لم أتحدث عن التلاعب وإنما عن الفتنة التي أحدثها رئيس اللجنة الطبية وخلافاته مع عدة أطراف داخل منظومة الرجاء. - لكن ما مصلحة بلعوباد في التشويش على الفريق؟ < الرجل بإمكانه أن يدوس على الرجاء في سبيل مصلحته، ولنستحضر ما حدث مع إيف شاي والعرصي.