سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
منتخبون «يورطون» المجلس الجماعي في تنظيم مهرجان «وهمي» للمديح والسماع كلف ملايين السنتيمات منظمو المهرجان يتحدثون عن دورة تحت إشراف ولاية الجهة ومجلس الجهة والعمالة
«تورط» مسؤولون منتخبون في مقاطعة فاس العتيقة في صرف ملايين السنتيمات من أجل إعداد العشرات من الملصقات واللافتات، التي أعلن خلالها «المنظمون» عن دورة «وهمية» لمهرجان المديح والسماع. كما صرفت أموال أخرى على إعداد حوالي 5000 دعوة وزعت على مقربين وأعضاء حزبيين ومسؤولين محليين وموظفين ينتمون إلى مختلف المصالح وصحفيين لحضور فعاليات هذه الدورة، التي أشاروا إلى أنها تنظم في الفترة ما بين 17 و25 شتنبر الجاري بالقاعة الكبرى لفاسالمدينة. وأشارت الدعوات التي وزعت إلى أن هذه الدورة نظمت تحت إشراف ولاية جهة فاس بولمان وبتعاون مع مجلس الجهة ومجلس عمالة فاس. لكن مصدرا مقربا من العمدة حميد شباط والذي وجهت الدعوات باسمه ونسبت الدورة «الوهمية» إلى المجلس الجماعي الذي يترأسه، أكد أن تنظيم «المهرجان الوطني الثالث عشر للمديح والسماع بفاس» سينطلق يوم 11 أكتوبر المقبل. وأضاف المصدر أنه لا يعلم أي شيء عن دورة أخرى غير التي ستنطلق في الموعد المحدد لها. ويعود تنظيم أول دورة لهذا المهرجان الذي يرمي إلى الحفاظ على الأغاني والأمداح والأذكار الدينية إلى سنة 1997. ونظمت أول دورة له من قبل رئيس بلدية فاس العتيقة، الاستقلالي عبد المجيد الكوهن، الذي يشغل حاليا منصب مستشار في الكتابة الخاصة للعمدة شباط. وبعد اعتماد التقسيم الجماعي الجديد، أسندت مهمة تنظيمه إلى المجلس الجماعي لفاس، لكن مقاطعة فاس العتيقة ظلت تقوم بترتيبات تنظيمه. وقرر مجلس فاس أن يخصص الدورة الحالية، التي سينظمها في أكتوبر القادم، لتكريم مؤسس هذا المهرجان، وهو نفس ما أشارت إليه «الدورة الوهمية» للمهرجان في دعوات مستقلة وزعت منها كميات قليلة على ساكنة فاس العتيقة. وربطت مصادر جماعية بين هذه «الفضيحة»، حسب تعبيرها، وبين «صراعات طاحنة» بين العمدة الاستقلالي شباط وبعض المقربين منه وبين رئيس مقاطعة فاس العتيقة، الاستقلالي عزيز الفيلالي، الذي سبق له أن دخل في «مناوشات إعلامية» ضد العمدة قبل أن يفضل العودة إلى الوراء والتزام الصمت. وقالت إن شباط قرر، في وقت متأخر من مساء يوم الاثنين الماضي، أن يلغي جميع الإجراءات التي قامت بها مقاطعة فاسالمدينة بسبب «تشنجات» بين أعيان حزب الاستقلال بها، أبرزهم رئيس المجلس البلدي السابق لفاس العتيقة، عبد المجيد الكوهن، ورئيس المقاطعة الحالي، عزيز الفيلالي، معلنا عن تأجيل الدورة إلى 11 أكتوبر القادم. فيما استغربت مصادر أخرى إدراج مؤسسات ومصالح في مثل هذه «التطاحنات» الداخلية الخاصة بحزب الاستقلال، إضافة إلى تبذير المال العام ل«حسم» هذه التطاحنات التي وصلت «شظاياها» إلى أكثر من 20 موظفا بالمقاطعة، اتخذ في حقهم قرار إعادة انتشار داخلي يقضي بوضعهم رهن إشارة الملحقات الإدارية، وتعويضهم بآخرين «موالين» ل«التوجه» العام. ويرتقب أن يرفض عمدة فاس التأشير على هذه القرارات بعد توصله ب«معطيات» تفيد بأن الموظفين المتضررين سينظمون حركة التحاق جماعية بحزب الأصالة والمعاصرة في حال تفعيل هذا الإجراء.