قرر «صام صافي بين»، طبقا لاسمه الأمريكي، و«عبد السلام ولد الهبيل»، حسب اسمه المغربي، خوض إضراب عن الطعام، في غضون الأسبوع الجاري، في مقر سفارة الولاياتالمتحدةالأمريكية في الرباط، مع استدعاء وسائل الإعلام الأمريكية لتغطية هذا «الحدث»، وذلك للمطالبة ب«إنصافه»، مما تعرض له من أضرار، بعدما عمدت سلطات فاس، في الآونة الأخيرة، إلى هدم منزله في المدينة العتيقة، رغبة في تحويله إلى رياض سياحي. وقال «صام»، في تصريحات ل«المساء»، إنه لن يتراجع عن احتجاجاته التي ستصل حد الاعتصام في ميناء الجزيرة الخضراء في إسبانيا، مع تعليق لافتة تعرض «محنته»، إلا بجبر الضرر الذي لحقه وبإعادة الأوضاع إلى نصابها. وقرر «صام صافي بين»، ذو الجنسية الأمريكية، والذي يتحدر من ضواحي تاونات، رفع دعوى قضائية يتابع فيها رجال سلطة ومنتخَبين محليين وأعوان سلطة بالشطط في استعمال السلطة واحتجازه كرهينة لمدة سبع ساعات، أثناء عملية هدم منزله في حي الطالعة الكبيرة في فاس العتيقة، والتسبب في إتلاف ما قيمته حوالي 40 مليون سنتيم من أثاث فني استورده من أمريكا لتأثيث رياضه المهدم بقرار من السلطات. وحصل «صام» على شهادة طبية تثبت عجزه لمدة 23 يوما، بعد هذا «الحجز» الذي يتهم رجال السلطة في المدينة بالوقوف وراءه في أحد دروب فاس العتيقة. وقد سبق لهذا المغربي، الذي اشتغل في ثمانينيات القرن الماضي، مرشدا سياحيا قبل أن يغادر نحو الولاياتالمتحدةالأمريكية في سنة 1989، أن وجه يوم الجمعة الماضي شكاية إلى الوكيل العام للملك في استئنافية فاس يطالب فيها بفتح تحقيق في اقتحام «كراج» كان يودع فيه سيارته «الهامر»، التي احتج بواسطتها في الآونة الأخيرة، عبر كتابة لافتة عليها استنفرت السلطات. وذكر في هذه الشكاية أن رجال سلطة وضابطة قضائية وقوات مساعدة قاموا، يوم الخميس 22 يوليوز الجاري، باقتحام «الكراج» وهم يحملون السلاح الأبيض وقاموا بنزع «لوحة إشهارية» من على سيارته، وهددوه ثم لاذوا بالفرار، بعدما حملوا اللوحة في سيارة تابعة للقوات المساعدة. وكان «صام» قد خلق، صباح يوم الجمعة الماضي، حالة استنفار في صفوف مختلف الأجهزة الأمنية والإدارية في فاس، بسبب طريقة جديدة في الاحتجاج، حيث عمد إلى إعداد يافطة تشير إلى أنه «مستثمر أمريكي» تعرض منزله لاقتحام من قِبَل باشا وقياد المدينة وكسر أبوابه وهدم ما قام به من بناء طيلة سبعة أشهر مضت. كما اتهمهم في اللافتة بسرقته والاعتداء عليه. وكتب أنه يلتمس تدخل الملك والسفير الأمريكي لكي «يأخذا له حقه من الجناة»، طبقا لتعبير اللافتة. ولم تنل سهام اتهامات هذا المستثمر رجال السلطة في المدينة العتيقة فقط، بل مست كذلك منتخَبين ومقاولين يعملون في مجال البناء. وأورد أنه لما قرر العودة إلى المغرب، في نهاية سنة 2009، ربط الاتصال بمقاول يعمل مع المجلس الجماعي لإصلاح البنايات العتيقة في المدينة، وعهد إليه بالعمل على الحصول على التراخيص الضرورية للبناء وحصل منه على أموال بقيمة 35 ألف درهم، وذلك إلى جانب صالون جلد وهدايا أخرى، لكن دون أن يتم «ما تم الاتفاق عليه». وفي يناير الماضي، قام «صام» ببدء اتصالات مع رجال سلطة، للحصول على التراخيص الضرورية للبناء، وأخبره رجل سلطة بأنه يمكن له البدء في الأشغال، موردا أنه منحه حوالي 4 ملايين ونصف، على فترات متفرقة، ومكنته هذه الاتصالات من بدء الأشغال التي استمرت لحوالي 7 أشهر دون ترخيص على مقربة من المقاطعة الإدارية في المدينة العتيقة. وحكى أن توتر العلاقة بينه وبين رجال السلطة في فاس العتيقة يعود إلى إلحاح بعضهم على الحصول على مبلغ بقيمة 12 مليون سنتيم، قبل عطلة الصيف. وقال إن رفضه الاستجابة لهذا الطلب كان وراء ما يعيشه من محنة... ولم يتمكن «صام»، أول أمس الاثنين، من استرجاع سيارة «الهامر»، التي استقدمها من أمريكا، بعدما قامت إدارة الجمارك بحجزها ونقلها إلى أحد «المستودعات» التابعة لها في طريق مكناس، بمبرر تجاوزها الآجالَ القانونية المسموح بها للبقاء في المغرب بوثائقها الأمريكية بيومين. واتهم هذا المغربي الأمريكي إدارة الجمارك بالتماطل، لأسباب وصفها بغير المعروفة، موردا أنه قد أدلى لمسؤوليها بجميع الشروط المطلوبة لاسترجاع سيارته و«مغْرَبتها». وقرر الاتصال بإدارتها العامة في الرباط لعرض مشكلته على مسؤوليها. كما لم يتمكن «صام» من إغلاق باب منزله الذي خضعت أجزاء كثيرة منه للهدم، بسبب عدم توفره على رخصة البناء، بعد توتر العلاقة بينه وبين السلطات. وقال، في معرض حديثه عن مشاكله مع سلطات فاس، إنه مستثمر أمريكي يرغب في المساهمة في النهوض باقتصاد المغرب، لكن عددا من المسؤولين يحاربونه ويطلبون منه إتاوات ورشاوى، في وقت كانت تونس قد عرضت عليه تسهيلات لاستقبال أمواله لاستثمارها. وحكى أنه تعرض للطرد من مكتب أحد الموظفين في وزارة السياحة في الرباط، مع توجيه السب له. ولم يتمكن من إدخال باخرة سياحية يملكها في العاصمة البريطانية، بسبب هذه «التعقيدات»، مما تسبب، حسب روايته، في ضياع فرصة استثمار من شأنها أن تشغل حوالي 5000 مغربي وتجلب الآلاف من السياح الأمريكيين والبريطانيين.