كشف مصدر مُطّلع ل«المساء» أن مواطنين اثنين يتحدران من جماعة «الخنيشات» في إقليمسيدي قاسم توفيا خلال الأيام الأخيرة لشهر رمضان، بعد إصابتهما بمرض بكتيري يدعى «داء اللولبية النحيفة» (Leptospirose) بعد اتصالهما أو تناولهما مواد ملوثة بفضلات الجرذان في عدد من مناطق الجماعة القروية «الخنيشات». كما أصيب 8 آخرون، بينهم امرأة، يقطنون في عدد من دواوير إقليمسيدي قاسم، وقد سجلت المصالح الصحية حالات الإصابة في أوقات متقاربة في النصف الثاني من رمضان. وأدى تعدد الإصابات وتقاربها زمنياً إلى إعلان مصالح وزارة الصحة «حالةَ طوارئ» في صفوفها، للقضاء على الحيوان الناقل للمرض القاتل في البؤر التي ظهر فيها المرض أو يشتبه في ظهوره فيها. وكانت جماعة «الخنيشات» المنطقةَ الأولى التي توجهت إليها فرق المكافحة التي ضمت عناصر من مندوبية وزارة الصحة والسلطات المحلية والمنتخَبة، وتمت محاربة الفئران في مكامنها في كل بيت من البيوت التي شوهدت فيها وفي بقية الأماكن التي تتخذها جحورا. وقد توسعت عملية «المحاربة» بسرعة، لتشمل كافة مناطق إقليمسيدي قاسم، القروية منها والحضرية، وهي الحملة التي توجد حاليا في مراحلها الأخيرة. وقد سجلت حالة الوفاة الأولى في مستشفى ابن سينا، حيث أدخل المصاب وهو في حالة خطيرة إلى غرفة الإنعاش، قبل أن يفارق الحياة. وبعد أيام من ذلك، سجل مستشفى سيدي قاسم حالة إصابة مماثلة لرجل من «الخنيشات» أدخل بدوره إلى الإنعاش بعد أن بلغ مرضه درجة متقدمة لم ينفع معها التدخل الصحي، ليفارق الحياة بعد أيام قليلة من دخوله المستشفى. ثم توالت حالات الإصابة في إقليمسيدي قاسم، بطريقة غير مألوفة، ولحسن الحظ أن المصالح الصحية رصدت هذه الحالات وعالجتها بسرعة. ويوجد المصابون حاليا في وضعية صحية عادية. وحول سبب هذه الإصابات المتعددة بمرض «اللولبية النحيفة» في وقت متقارب، يوضح مصدر «المساء» أن الإقليم يسجل عادة إصابات قليلة بهذا المرض خلال السنة، ولكن كثرة الحالات في ظرف لا يتعدى 15 يوما أشّر على تطور غير مألوف، وجد مبرره في تكاثر الفئران في عدد من مناطق إقليمسيدي قاسم، ومن بينها جماعة «الخنيشات»، بعدما ضربتها الفيضانات خلال سنتي 2009 و2010، وهو ما أدى إلى تناقص كبير في عدد الأفاعي في المنطقة التي تقضي، عادة، على الفئران وتحول دون تكاثرها بأعداد كبيرة. وبفعل تكاثر هذه الأخيرة، زادت نسبة احتكاك الإنسان بها، وعند لمسه مياها أو خضروات أو أي مواد وضعت عليها الفئران المصابة فضلاتها، فإنه يصاب بالمرض. وبعد إصابة الشخص بالمرض بنحو 14 يوما، تظهر عليه أولى أعراض الإصابة، كالحمى واليرقان، ثم يتطور الأمر بحدوث نزيف ينتشر بسرعة في عدد من أجهزة الجسم، ويمكن علاج المصاب بسهولة إذا تم اكتشاف مرضه بسرعة، قبل أن يصل إلى مرحلة متقدمة.