ما زال سجن تولال يعيش حالة «استثناء» تسفر عن المزيد من الضحايا وسط النزلاء، بالرغم من لجن التفتيش الكثيرة التي أُوفِدت إليه من قِبَل إدارة المندوبية السامية للسجون، بعد إعلان حالات عديدة لمحاولات انتحار السجناء، أبرزها حالة السجين المتوفى «ع. ز.» الذي شنق نفسه بحبل في أحد مراحيض المؤسسة، منذ حوالي 3 أشهر، ما دفع عائلته إلى تنظيم وقفة احتجاجية قبالة السجن، للمطالبة بفتح تحقيق في ملابسات الانتحار. فقد شهد السجن، صباح أول أمس الاثنين، وفاة نزيل يبلغ من العمر 54 سنة، بسبب أزمة قلبية «قاتلة» وسط وضع «الاستثناء» الذي تعيشه مصحة هذه المؤسسة. ولم تمهل هذه الأزمة المعتقَل الذي يتحدر من مدينة سلا والمدان ب12 سنة سجنا نافذا، بتهمة القتل العمد رقم اعتقاله 11414 فتوفي داخل «سطافيط» المؤسسة، وهو في طريقه نحو قسم المستعجلات في المستشفى الإقليمي محمد الخامس في مكناس، في وقت تعاني مصحة المؤسسة من «سكتة قلبية»، بسبب تنقيل «عِقابيّ» لطبيبتها إلى إصلاحية سلا وتقديم ممرض المصحة استقالتَه، على خلفية «سوء تفاهم» بينه وبين مسؤولين في الإدارة، بعدما طُلِب منه ذات مرة أن يقوم بتفتيش الزوار ومراقبة «القفة»، وهي المهمة التي اعتبرها ليست في صميم عمله. ويُرجَّح أن يكون «وضع الاستثناء» ذاته في سجن تولال وراء وفاة سجين آخر غادر الحياة بتاريخ 4 مارس الماضي. وكان هذا السجين، قيد حياته، يُلقَّب وسط النزلاء ب«عْمّي ادريس»، برقم اعتقال 13645. وبلغت الأزمة بين طاقم المصحة وإدارة السجن، في الآونة الأخيرة، ذروتها، قبل أن تدخل المصحة حالةَ عطالة شبه دائمة. فعادة ما تتردد إدارة السجن في اقتناء فواتير أدوية المرضى، مبرِّرة هذا التردد ب«المبالغة» في وصف الأدوية وغلاء أثمنتها. وشهد هذا السجن، في الآونة الأخيرة، أكثرَ من خمس محاولات انتحار فاشلة، بسبب «تدهور» أوضاع النزلاء. كما عرف إضرابات متتالية لمعتقَلين محسوبين على ما يُعرَف ب«تيار السلفية الجهادية» للمطالبة بفتح تحقيق حول ظروف اعتقالهم. وقد زارت المؤسسةَ عدة لجن للتحقيق، تابعة للمندوبية السامية لإدارة السجون.