تصاعدت مرة أخرى هذه الأيام محاولات الانتحار من طرف نزلاء بعض السجون بالمغرب، بسبب الاحتجاج على الأوضاع التي يعيشونها داخل المعتقلات أو بسبب الحالات النفسية التي وصلوا إليها. وفي زيارة مفاجئة للجنة إلى أحد السجون مؤخرا، وبسبب محاولة انتحار أحد النزلاء به، تم العثور على كميات كبرى من المخدرات داخل الزنازن، وعلى السكاكين وأدوات مطبخية ممنوعة على السجناء، بالاضافة إلى عدد لا يستهان به من الهواتف النقالة. وبما أنه ليست هذه هي المرة الأولى ولا الأخيرة التي يتم ضبط مثل هذه الممنوعات داخل الزنازن من طرف لجن تأتي في زيارات مباغتة لهذا السجن أو ذاك، فإن مثل هذه المحجوزات من الممنوعات تؤكد أن لاشيء تغير داخل السجون المغربية بالرغم من التغيير الذي طرأ على الادارة العامة للسجون التي تحولت إلى مندوبية. إن محاولات الانتحار داخل هذه السجون كطريقة للاحتجاج أو الاعتداء على النزلاء وأخذهم كرهائن كطريقة للاحتجاج أيضا، هما أسلوبان قد يتكرران، إذا لم يتم الانتباه إلى المشاكل التي يعاني منها هؤلاء النزلاء، الذين يدركون ، كما يدرك الجميع، أن عقوبتهم هي سلبهم الحرية وليس سلبهم أرواحهم.