احتج ما يقرب من 100 فرد أغلبهم من أقرباء السجين عبد العزيز الزيتوني، الذي انتحر يوم الأربعاء الماضي، شنقا بحبل، في أحد مراحيض سجن «تولال» في مكناس، صباح يوم الجمعة الماضي. وردد المتظاهرون شعارات تطالب بفتح تحقيق في ملابسات الانتحار وتدين ما سمته «التضييق على السجناء ومنعهم من الحصول على أدويتهم، وغيرها من متطلبات الحياة العادية». وتفادى مدير المؤسسة الدخول من الباب الرئيسي للمؤسسة وفضل الدخول من بوابة خلفية، تفاديا لتأجيج غضب المحتجين. ولم تتوقف الاحتجاجات إلا في مساء اليوم نفسه، بدخول رجال سلطة على الخط، تمكنوا من إقناع المحتجين بتهدئة الوضع. ورفضت إدارة السجن استقبال عضوين من المرصد الوطني للسجون كانا قد حلا، صباح نفس اليوم –الجمعة- بمكناس، لإعداد تقرير حول أوضاع السجناء في هذه المؤسسة. وعاشت المؤسسة ذاتها، في اليوم الموالي لعملية انتحار السجين عبد العزيز الزيتوني، والذي كان يقضي عقوبة سجنية مدتها خمسة أشهر بتهمة العنف ضد الأصول، محاولة أخرى فاشلة للانتحار كان بطلها سجين يدعى «التهامي أ.»، وهو من مواليد 1988، متهم بتكوين عصابة إجرامية ومحكوم عليه بالسجن خمس سنوات. وكان هذا السجين قد أُدخِل السجن بتاريخ 4 يناير الماضي، ومن المقرر أن يغادره يوم 4 يناير من سنة 2015. وضُبِط هذا السجين وهو يحاول الانتحار، بدوره، في أحد مراحيض هذه المؤسسة. وحل في نفس اليوم (الخميس) بالمؤسسة رئيس قسم التفتيش في المندوبية السامية للسجون، وعقد اجتماعات مع السجناء، الذين اشتكى معظمهم من تصرفات بعض الإداريين، مشيرين إلى أنهم قرروا، بشكل متفاوت، خوض معارك سموها ب»ثورة الأمعاء الجائعة». وسجلت عدة محاولات سابقة للانتحار في هذه المؤسسة في الأشهر الأخيرة، من ضمنها محاولة قام بها «عبد الله ش.»، يوم 25 /04 /2010، وذلك عبر ذبح نفسه بشفرة حلاقة. ويبلغ هذا السجين 23 سنة، وهو محكوم بدوره بخمس سنوات سجنا، بتهمة تكوين عصابة إجرامية. وكان قد أُدخِل السجنَ بتاريخ 31 مارس من سنة 2006، ومن المقرَّر أن يغادره يوم 31 دجنبر 2010. وسبق له أن حصل على عفو مدته 3 أشهر. وأحيل بعد هذه المحاولة، في حالة حرجة، على مستشفى محمد الخامس في مكناس، لتلقي العلاجات. وكان هذا السجن قد شهد، منذ حوالي شهر، «تمردا» قاده سجناء في «حي الوحدة»، احتجاجا على عدم تمكنهم من التواصل مع إدارة السجن، لتحسين أوضاع إقامتهم في هذا الجناح. وقام 4 سجناء آخرين، منذ حوالي نصف شهر، بالصعود إلى سطح المؤسسة، مهددين بانتحار جماعي. وإلى جانب السجناء، تسود حالة احتقان في أوساط عدد من موظفي هذه المؤسسة السجنية، أمام ما أسموه بتحويلات وتنقيلات «غير عقلانية» لإدارتهم. فقد أحيل 4 موظفين منهم، في الآونة الأخيرة، على سجن الجديدة، ونُقل موظفان اثنان إلى سجن تيفلت وحول أحدهم إلى سجن «سيدي سعيد» في مكناس، وعوقب موظف آخر عبر إحالته على معهد التكوين التابع للمندوبية في إفران.