وجد عدد كبير من المغاربة، الذين أنهوا مناسك العمرة بالديار المقدسة، أنفسهم في الأيام القليلة الماضية محاصرين في مطار جدة نتيجة التأخر في مواعيد رحلات شركة الخطوط الملكية المغربية «لارام»، وهو الأمر الذي أدى إلى تذمر واستياء المعتمرين المحاصرين وذويهم الذين ينتظرونهم على أحر من الجمر بالمغرب، ووصل الحد ببعض الأشخاص إلى القول إن ما يقع هو «منكر». وحسب شهادات بعض ذوي هؤلاء المعتمرين، فإن المعتمرين زبناء الرحلة رقم 1007 على متن «لارام»، على سبيل المثال، وجدوا أنفسهم محاصرين بمطار جدة بعد تأخر رحلة عودتهم. ووصل تأخر رحلات شركة «لارام» لساعات طويلة، وهو الأمر الذي أثار استياء المعتمرين وأهلهم، خاصة أن بعض المعتمرين متقدمون في السن وبعضهم يعانون من بعض الأمراض. غير أن الأنكى في كل هذه الحكاية هو أن لا أحد تكفل بهؤلاء المعتمرين واعتنى بهم إلى حين التحاقهم بالمغرب. وعبر أحد ذوي هؤلاء المعتمرين عن استيائه قائلا: «شركتنا «لارام» ما تتحمرش لينا الوجه في مطارات العالم». يشار إلى أن التأخر في مواعيد رحلات شركة «لارام» هو أمر اعتيادي لدى هذه الشركة، ويصل التأخر في بعض الأحيان إلى ساعات طويلة. وكانت شركة الخطوط الملكية المغربية قد أعلنت، يوم الأحد الماضي، أن مرحلة العودة من عملية العمرة لهذه السنة تسجل تأخرا في مواعيد الرحلات الأولى بسبب الاكتظاظ الذي يسجل بمطار جدة. وأوضحت الشركة، في بلاغ لها، أنه بسبب العدد الهائل من المعتمرين بمطار جدة فإن الرحلات انطلاقا من هذا المطار تسجل تأخيرات مهمة ترجع أساسا إلى الاكتظاظ في مرافق المطار، من قاعات الانتظار إلى مواقف السيارات ومكاتب تسجيل الأمتعة ونقلها. وأضاف البلاغ نفسه أن هذه التأخيرات تفاقمت هذه السنة بسبب أعطاب وقعت في الأجهزة النقالة للأمتعة بمطار جدة، مما زاد من بطء إجراءات تسجيل المعتمرين وأثر على مواعيد الرحلات الخاصة بكافة شركات الطيران انطلاقا من هذا المطار. وأكد البلاغ نفسه أن الخطوط الملكية المغربية وضعت في عين المكان بجدة طاقما للمساعدة والإعلام للتخفيف من انعكاسات هذه التأخيرات على المعتمرين. وذكرت الشركة أن مرحلة العودة من عمرة رمضان لعام 2010 كانت انطلقت يوم تاسع شتنبر الجاري وستستمر حتى ال21 منه. وقررت الخطوط الملكية المغربية رفع عرضها من حيث القدرة الاستيعابية ليصل إلى 22 ألفا و296 مقعدا، كما برمجت وقامت ب65 رحلة انطلاقا من جدة نحو المطارات المغربية. وتجدر الإشارة إلى أن هذه الرحلات هي من تأمين طائرات كبيرة الحجم من طراز بوينغ (747) و(767).