في آخر أيام شهر الصيام على جميع من وفقه الله تعالى في صيامه تقييم مدى استفادته منه، سواء روحيا أو صحيا وغذائيا وهو ما نحن بصدد تناوله. فمؤشرات الاستفادة الصحية منه عديدة أولاها تحسن حالة الجهاز الهضمي وفقدان بعض الكيلوغرامات أو الحفاظ على الوزن بالنسبة للأفراد الذين لديهم وزن مثالي أو قريب منه، كذلك، هناك تحسن مؤشرات الدهون في الدم وعلى المستوى النفسي، فزيادة التحكم في شهية الآكل تعد من بين أهم الأمور التي ستفيد مستقبلا. هذه وغيرها من المؤشرات تدفعنا إلى إعادة النظر في طريقة الصيام والعادات الغذائية التي نتبعها ومدى تناسبها مع حاجيات الجسم، ومدى توافقها مع سنة الصوم والإفطار في رمضان. إذ على كل منا تقييم صيامه من الناحية الغذائية، فاذا وجدت بناءا على ما سبق نفسك في خانة المستفيدين فهنيئا لك، وادعوك إلى الحفاظ على النتائج التي وصلت إليها بعد رمضان بالتباع نظام غذائي سليم والابتعاد عن كل ما من شأنه التأثير سلبا عليه. أما إذا كنت تنتمي إلى الفئة الثانية، أي تلك التي زاد وزنها أو تأثر مستوى الدهون لديها، فاعلم أنك قد ضيعت فرصة حقيقية للاعتناء بصحة جسدك بسبب إهمالك لقواعد الصيام الإسلامي الصحيح، وبالتالي عليك جرد الأخطاء التي وقعت فيها خلال أيام الصيام لتتفاداها لاحقا، مع استغلال فرص أخرى للصيام على مدار السنة نصومها اتباعا لسنة نبينا الكريم وابتغاء لمرضاة الله، وأيضا للتمرن على صيام رمضان القادم، كما قد تعد فرصة ليتدارك من لم يستفد من صيام رمضان هذه السنة ما فاته. لا ننسى أنه على الصائمين بصفة عامة وكبار السن بصفة خاصة، عدم إغفال السوائل، بتناول الماء والمشروبات الدافئة والعصائر الطبيعية غير المحلاة مع تجنب المشي في الشمس والقيام بأعمال شاقة ليتسنى لهم الحفاظ على رطوبة أجسادهم.