يعد شهر رمضان المبارك فرصة عظيمة لكثير من الناس لتعديل عاداتهم الغذائية، وللتخلص من الأوزان الزائدة بالصوم، حيث يبقى المرء صائمًا لفترة تزيد غالبا عن عشر ساعات يوميًا ولمدة شهر كامل. ومع التخطيط السليم واستشارة أخصائي التغذية في وضع برنامج غذائي للشهر، فإن الفرصة كبيرة جداً للانتفاع بالصوم في بناء جسم صحي ذي وزن مثالي، وإن كان الأمر لدى البعض قد يستغرق فترة أكثر من شهر للزيادة المفرطة في الوزن التي تحتاج إلى فترة أطول للتخلص منها ومع ذلك نجد أن فئة كبيرة من الناس على العكس تزيد أوزانهم بعد شهر رمضان زيادة ملحوظة، ومرد ذلك أنه على رغم أن عدد الوجبات أقل مما هو عليه الحال في غير رمضان، إلا أن نوعية الأكل وكمياته هي المسؤولة عن هذه الزيادة. فالإقبال على الحلويات والمقليات والمعجنات والأكلات الدسمة في شهر رمضان وقلة تناول الخضروات والفواكه، له دور سلبي كبير في زيادة الوزن مع ما يرافق ذلك من قلة الحركة، وتدني النشاط البدني الذي يصاحب رمضان في العادة. ومن المعروف أن هذه النوعية من الأطعمة تزيد فيها السعرات الحرارية عن الأنواع الأخرى مثل البروتينات. المشروبات بأنواعها وألونها المتعددة هي لدى البعض لازم من لوازم رمضان، وأول ما يتم شراؤه من أغراض الشهر. ويستهلك من هذه المشروبات كميات كبيرة سواء على مائدة الإفطار أو في الجلسات العائلية المسائية. ومع الاتجاه الملحوظ للعصائر الطبيعية وشبه الطبيعية في هذا الوقت وهو ما يعد ظاهرة صحية ونمطًا غذائيًا لا غبار عليه؛ إلا أنه لا زالت هناك نوعيات من الأشربة التي تغلب العناصر الصناعية في مكوناتها أو نكهاتها المميزة . وإن كانت البحوث العلمية لم يتضح منها بعد مدى الضرر الصحي للمضافات الغذائية الصناعية. ولهذا فإن البديل الصحي هو العصائر الطبيعية والعصائر الجاهزة التي تبقى فيها الألياف وتخلو من السكر المضاف. القهوة في البلاد العربية تختلف في طريقة تحضيرها ومستوى تركيزها وأوقات شربها من بلد لآخر. ففي الخليج مثلاً لابد من شرب القهوة عند الإفطار بكميات قليلة أو متوسطة، ثم في الجلسات العائلية المسائية. والقهوة في هذه البلاد غالبا ما تكون ذات تركيز منخفض. وأما في البلاد الأخرى كمصر وبلاد الشام والعراق فتشرب القهوة بكميات وتركيز أعلى، ولا يكون ذلك عند الإفطار بل في اللقاءات والاجتماعات العائلية. من الناحية الصحية، للقهوة مضارها على الجهاز العصبي والجهاز الهضمي وعلى القلب كذلك. فالإكثار منها يؤدي إلى تنبيه الجهاز العصبي وصعوبات النوم، وهي تؤثر على المعدة وخاصة لدى المصابين بالتهاب المعدة المزمن أو بتقرحات المعدة والإثنى عشر.