أسفرت الجهود الأمنية، إلى حدود زوال أمس، عن إلقاء القبض على خمسة أشخاص من السجناء التسعة الذين نفّذوا عملية فرار مدروسة من سجن كلميم الإداري أواخر شهر رمضان المنصرم. وأكّدت مصادر «المساء» أن التعبئة الأمنية تضاعفت بكلميم والمدن المجاورة منذ فرار هؤلاء الأشخاص في وقت مبكر من صباح الجمعة ما قبل الماضية، ونتيجة لذلك أوقفت عناصر الأمن بكلميم أحد المتابعين بتهمة ترويج المخدرات، عشية يوم الفرار، بوادي «أم العشار»، وبعد ذلك بيوم واحد أوقفت الشخص الثاني بجماعة «تاركاوساي»، بينما أوقفت القاصر الذي كان ضمن الفارّين بمدينة إنزكان يوم الثلاثاء الماضي، وهو المتابع بتهمة الضرب والجرح، فيما تم توقيف الشخص الرابع بشارع المقاومة بكلميم الأربعاء المنصرم. ومكّن استثمار نتائج التحقيق الأولي مع الموقوفين وتتبع تحركاتهم من إلقاء القبض على العنصر الخامس ضمن الأشخاص التسعة، وبعد أن تم رصده وهو يدخل بيته بأحد أحياء مدينة إنزكان، حيث داهمته فرقة أمنية انتقلت من مدينة كلميم صباح أول أمس السبت لهذا الغرض. وحاولت «المساء» معرفة الظروف الدقيقة لعملية الفرار المثيرة للجدل، إلا أن المسؤولين الأمنيين يتكتّمون حول هذا الأمر بحجة أن البحث لا يزال جاريا مع الموقوفين، بينما رجّح مصدر مطلع أن عملية الفرار كانت بالفعل مدروسة من قبل السجناء التسعة الذين اختاروا التوقيت المتأخر بدقة لاختلاق عراك بينهم، وإيهام الحراس بأن أحد السجناء في حالة خطر، واستثمروا لذلك عدة شروط ساعدتهم على تنفيذ خطة الهرب، من بينها قلة عدد الحراس وحالتهم البدنية التي لا تساعدهم على أداء مهمتهم بالشكل المناسب، خاصة وأن هذا السجن لا يتوفر على المواصفات المطلوبة في المؤسسات السجنية على مستوى البناية والتصميم والتسيير. وخلال السنوات الأخيرة تم تسجيل أربع حالات فرار على الأقل، انتهى منفذوها إلى السجن مرّة أخرى، قبل أن يتمكّن هؤلاء التسعة من الفرار بعد استدراج ثلاثة عناصر من القوات المساعدة إلى داخل الزنزانة لفضّ عراك وهمي، وبدل أن يوقفوا العراك أصبحوا عرضة للضرب والرفس من طرف السجناء الذين انتهزوا الفرصة للهروب عبر تسلق الأسوار، والتسلّل عبر الأزقة تحت جنح الظلام.