نجت سعاد المخفي (44 سنة)، وهي معلمة بمدرسة الإمام مالك بالناظور، من موت محقق بعد أن هاجمها زميل لها يدعى (محمد.ل) غير بعيد عن بناية المدرسة بواسطة سكين ووجه إليها عدة طعنات في أنحاء متفرقة من جسمها، قبل أن يلوذ بالفرار ليتركها مضرجة في بركة من الدماء. وتعود وقائع هذه القضية، التي هزت الرأي المحلي بالناظور، إلى صباح أول أمس الخميس عندما كانت سعاد (أم لثلاثة أطفال) عائدة من المدرسة إلى منزلها رفقة زميلة لها، بعد أن وقعتا محضر المغادرة لنهاية الموسم الدراسي، لكن ما إن ودعت زميلتها بشارع المسيرة بالقرب من منزلها، حتى داهمها شخص من الخلف ووجه إليها طعنة سكين في الظهر أسقطتها أرضا، لتكتشف وهي ممددة على الأرض أن صاحب السكين هو زميلها في المدرسة المسمى (محمد.ل) (52 سنة) الذي يقطن بنفس الحي، ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد، بل واصل المعلم اعتداءه على سعاد ووجه إليها أكثر من طعنة في الصدر والعنق واليدين قبل أن يختم اعتداءه، الذي تابعه جمهور غفير من أبناء الحي، بغرس السكين في ظهرها ليطلق ساقيه للريح دون أن يعترض سبيله أحد. ونفذ المعلم (محمد.ل) هذا الاعتداء ضد زميلته سعاد بعد أن علم بأنها رفقة معلمات أخريات، يُدَرِّسْنَ في نفس المدرسة، هن من كشفن لنيابة التعليم بالمدينة أن المعني بالأمر يتحرش بتلميذاته في القسم وأيضا في مرأب وهبه له بعض جيرانه من أجل استغلاله في إعطاء دروس للتقوية. «أكثر من هذا، يقول زوج الضحية سعاد، فقد كان المعني بالأمر، وهو أب لخمسة أبناء، يصور تلميذاته في مشاهد مخلة بالحياء بواسطة كاميرا رقمية في مرحاض المدرسة دون أن يشعرن به». وكانت هؤلاء المعلمات تلقين، قبل أزيد من شهرين، العديد من الشكايات سواء من طرف التلميذات المتضررات أو من طرف أمهاتهن تفيد بأنهن يتعرضن لتحرشات جنسية من طرف المعلم، بل إن أم إحدى التلميذات اضطرت إلى تنقيل ابنتها إلى مدرسة أخرى، بعد أن علمت أن المعلم يتحرش بها، فيما أجرت أسرة تلميذة أخرى لابنتها فحصا طبيا أثبت أنها تعرضت لاعتداء جنسي، غير أن العائلة التزمت الصمت خوفا من الفضيحة. وكانت كل من نيابة التعليم والأكاديمية بالناظور شكلتا لجنتين للتحقيق في هذه القضية، غير أن تقرير هاتين اللجنتين ظل طي الكتمان، لكن مدير المدرسة، أمام كثرة الشكايات ضد المعلم، اضطر إلى وقفه عن التدريس وتوزيع تلاميذه على بقية المعلمين بالمدرسة.