يبدو أن عدوى المسيرات الغاضبة، قد أصابت سكان بلدية دار بوعزة بإقليم النواصر في ضواحي البيضاء. فبعد الوقفة الاحتجاجية التي نظمها سكان «دوار العراقي أولاد احمد»، الموجود في أطراف مدينة الرحمة بدار بوعزة، نظم سكان «دوار زاميط»، الذي يقع داخل محيط منتجع حدائق المحيط، يوم الجمعة المنصرم حوالي الساعة العاشرة صباحا، مسيرة احتجاجية صاخبة، احتجاجا على ما أسموه ب«المراوغات والمماطلات والتسويفات»، التي كانوا عرضة لها من طرف قائد ملحقة دار بوعزة خلال الشهور الماضية. وانطلقت المسيرة من أمام ملحقة قيادة داربوعزة مرورا بالقرية النموذجية، ثم عرجت على مشروع الواجهة المعمارية لمركز دار بوعزة، القريب من مقر البلدية، ومن هناك توجهت هذه المسيرة الغاضبة نحو الطريق الجهوية رقم 320 حيث التحق بها حشد هائل من المواطنين المتضامنين لتكبر المسيرة ككرة الثلج. ويأتي تنظيم هذه المسيرة العفوية، حسب مصدر من السكان، بعدما استبد بهم اليأس، وعقدوا العزم على التحرك من أجل استرجاع حقوقهم بعدما أصبحوا مهددين بالطرد من مساكنهم، فيما ترفض السلطة منحهم شواهد السكنى، التي تعتبر بمثابة جواز سفر للاستفادة من السكن الاجتماعي، لحوالي 15 قاطنا غير مستفيد والذين لم يتم إحصاؤهم، في إطار الاستفادة من بقع فارغة في مشروع الرحمة. وأثناء المسيرة تحركت هواتف أعوان السلطة الذين قاموا بإخبار قائد ملحقة دار بوعزة، هذا الأخير حضر بسرعة، كما هرع إلى عين المكان عدة أفراد من دوريات القوات المساعدة على متن عدة سيارات وأعوان السلطة. وقد تم اقتياد بعض المتظاهرين إلى مقر قيادة ملحقة دار بوعزة بالقوة، وهناك انقلبت معاملة السلطة للمتظاهرين من العصا إلى الجزرة وبدأ القائد في مفاوضتهم، وما هي إلا دقائق حتى توصل الجميع إلى حل أرضى جميع الأطراف، وذلك بمنحه شواهد السكنى، مع العلم بأن قائد ملحقة دار بوعزة سبق له أن وعد السكان بتسليمهم شواهد السكنى، لكنه أخلف وعده، ما دفع القاطنين إلى التظاهر في الشارع العام. وأفاد أحد المستفيدين الجدد بأن السلطة والسكان القاطنين، توصلوا إلى اتفاق مفاده أن آخر الأسر المركبة التي كانت تقطن بدوار زاميط ستستفيد هي كذلك على اعتبار ثلث بقعة لكل ابن قاطن ونصف بقعة لكل رب عائلة . وكانت السلطات العمومية من شيوخ ومقدمين وقوات مساعدة ودرك ملكي قد أشرفت على هدم آخر البراريك في دوار «زاميط» في الشهور القليلة الماضية على رؤوس أصحابها. وسبق لسكان هذا الدوار أن قاموا بعدة وقفات احتجاجية ترمي إلى الاستفادة من السكن، وكانت «المساء» قد نشرت لهم صورة وتعليقا لوقفة احتجاجية أمام باب بلدية دار بوعزة. تجدر الإشارة إلى أن جل أبناء دوار كريكوان وحارث حمري ظلوا محرومين من شواهد السكنى وشواهد الاحتياج وكل الوثائق الثبوتية الأخرى منذ عدة سنوات.