علمت «المساء» من مصادر إسبانية مطلعة أن رئيس الحكومة الإسبانية، خوسي لويس رودريغيث ثاباتيرو، يتخوف من إعادة إثارة موضوع التزامه السابق أمام الملك محمد السادس بعدم عودة العاهل الإسباني خوان كارلوس لزيارة المدينتين سبتة ومليلية أثناء زيارته للمغرب اليوم لأنه لا يريد إعطاء ورقة ضغط عليه للحزب الشعبي. من جهته، أفاد مسؤول مقرب من قصر لامونكلوا الرئاسي «المساء» بأن «لقاء ثاباتيرو مع محمد السادس سوف لن يكون سهلا»، مضيفا أن «القصر أعد قائمة من المظالم والمطالب لضيفه الإسباني»، حيث سيتم الحديث، ودون أي حرج بروتوكولي، عن «إعادة تأسيس وهيكلة» العلاقات الثنائية التي تربط بين البلدين. ويقول مصدرنا إن هناك عددا من النقاط الأخرى المدرجة في جدول أعمال اللقاء والتي تنفرد «المساء» بنشرها، حيث تتمحور حول: 1. التعهد والالتزام القاطع بعدم تكرار زيارة الملك خوان كارلوس وثاباتيرو للمدينتين سبتة ومليلية. 2. التوافق حول الرؤية السياسية الإسبانية، ونهج سبيل الوضوح بخصوص العلاقات التي يربطها المغرب مع فرنسا والولايات المتحدة، خصوصا في ما يتعلق بملف «نزاع «الصحراء». كما سيطلب الملك من ثاباتيرو العمل من أجل دعم مشروع الحكم الذاتي المغربي بهدف التوصل إلى الحل الذي اقترحه لتسوية النزاع. 3. إيجاد حل عاجل لقضية البرلماني المغربي يحيى يحيى، الذي اعتقلته مصالح الشرطة في مدينة مليلية بناء على أوامر من قاض إسباني بوصفه مواطنا إسبانيا، وطلب التزام الحكومة بعدم تكرار حوادث من هذا القبيل. 4. طلب تعهد من رئيس الحكومة الإسبانية بممارسة الضغط والتأثير على وسائل الإعلام للكف عن توجيه النقد إلى النظام المغربي من خلال إعداد تقارير تعتبرها الرباط مناوئة للمغرب وللمؤسسة الملكية. 5. تقديم ملتمس إلى حكومة ثاباتيرو من أجل كبح جماح نفوذ جبهة البوليساريو في إسبانيا، والعمل على تأطير وتوجيه عدد من جمعيات المجتمع المدني الإسباني بهدف الابتعاد عن التعبير عن تضامنها مع اللاجئين الصحراويين في مخيمات تندوف. من جهته، وحسب المعلومات التي توصلت بها «المساء»، فإن ثاباتيرو سيبذل كل جهد ممكن بهدف: 1. إعادة رسم أجواء الثقة المتبادلة بين المغرب وإسبانيا والتي عرفت فتورا شديدا منذ بداية الأزمة. 2. تحسين صورة إسبانيا في تعاطيها مع ملف الهجرة بعد تدهور مكانتها كبلد ديمقراطي، خصوصا بعد اطلاع الشعب المغربي على حملة الاعتقالات العشوائية الأخيرة في صفوف المهاجرين المغاربة بمدينة مورسية. 3. استرجاع إسبانيا لموقعها الاستراتيجي والاستثماري بالنسبة إلى المغرب أمام تبوؤ فرنسا والولايات المتحدة لموقع الأولوية داخل الأسواق المغربية وفوزها بمشاريع البنية التحتية. 4. إقناع ثاباتيرو لشريكه محمد السادس بأن الحكومة الإسبانية لاتزال تعتبر «التحالف الاستراتيجي» مع المغرب ذا أولوية قصوى. 5. دعم غير مشروط لمنح المغرب دورا محوريا في الاتحاد من أجل المتوسط الذي دعا له الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي خلال اجتماع مؤتمر قمة الاتحاد الأوروبي والبحر الأبيض المتوسط المقرر عقده بعد يوم غد 13 يوليوز في باريس.