ندّد أطباء من داخل مستشفى محمد الخامس في البيضاء بالأوضاع «غير الصحية» التي تعرفها بعض مرافقه، مؤكدين أن «ما خفيّ كان أعظم»، إذ إن الطلاء الذي «يُزيّن» واجهة المستشفى لا يعكس حقيقةَ ما تُخفيه بعض مرافقه الحساسة، مضيفين: «المْزوق من برّا، آش خْبارك من الداخل». ومن بين الأخطار التي يمكن أن تهدد سلامة وصحة مرضى المستشفى مياه الواد الحار التي «تُغرق» قسم الغسيل منذ أكثر من ستة أشهر، وأن الخطورة تتجلى في أن الأقمشة التي تُستعمَل في العمليات الجراحية توضع في هذا القسم، وتتبلل بمياه الصرف الصحي، مما يشكل خطورة على المرضى، حيث يمكن أن تنقل إليهم التّعفُّنات أثناء إجراء العمليات الجراحية واستعمال الأقمشة التي ظلت في القسم لوقت ليس بالقصير وسط المياه العفنة. ورغم أن العاملين في هذا القسم قاموا ببعض الإجراءات، من قبيل وضع حواجز من القماش لمنع انتشار المياه في القاعة، فإنها لا تفي بالغرض، خاصة أن رائحة المياه تزكم أنوفهم، ورغم ذلك، فهم يتحملون العمل في هذا القسم مكرَهين، دون أن تتدخل إدارة المستشفى لحل هذا المشكل الذي لا يحتمل «التماطل». وأكد الأطباء أنفسُهم أن الإهمال يطال أيضا مجموعة من المرافق الأخرى، حيث إن وضع نوافذ وأبواب أكثر الأقسام حساسية، وهو قسم المستعجلات، ليس في وضع جيد وأن حالتها لا توحي إليك بأنها توجد داخل أسوار وواجهات المستشفى التي طُليت بإتقان، إذ تجد أبوابا مهترئة وكأنها تعود إلى عصور أخرى.. كما أن زجاج بعض الأبواب والنوافذ مكسور ولم يتمَّ إصلاحه رغم أنه من المفروض أن يتم العمل بمنطق التراتبية وألا تعطى الأهمية لأشياء ثانوية على ما حساب هو ضروري. ويعمل بعض الأطباء، حسب المصادر ذاتها، في ظروف وُصفت ب«المشحونة»، نظرا إلى ما يسود داخل المستشفى، خاصة ما يتعلق بولادة «طوائف» داخله، فكل واحدة منها تُحرّكها أشياء غير تلك التي تحرك غيرها، علما بأن مصلحة المريض يجب أن تكون فوق كل الاعتبارات، وهو ما يفتقر إليه المستشفى، تؤكد المصادر الطبية نفسها. وقد أكدت نفس المصادر أن بعض الأدوات التي تُستعمَل في العلاج «غير صالحة»، حيث إنها صدئة وإن من شأن ذلك أن يُلحِق أضرارا جانبية بصحة المرضى وإن هذه الأدوات تستعمل في التمريض. كما أن هذا الإهمال في أدوات العلاج يطال حتى الأدوات التي يستعملها بعض الأطباء في الجراحة، والتي تعيق إجراء العمليات الجراحية بشكلها الجيد، لوجود أعطاب فيها، وهي الأعطاب التي لا تستثني بعض الآليات التي كلّفت الدولةَ الكثير، وهي عرضة للتلف ولو لوجود عطب طفيف يتطلب إصلاحا بسيطا فيها.. وأضافت المصادر نفسها أن المستشفى يفتقر لبعض الآليات الضرورية التي تُيسّر عمل بعض الأطباء وعلاج المرضى وأنها، بسبب غيابها، تتم الاستعانة بأشياء تقليدية لا علاقة لها بالأدوات الطبية، ضمانا لعلاج المرضى. كما أكد الأطباء أن التغذية في المستشفى تفتقد إلى الجودة والقيمة الغذائية. ونفى مسؤول في المستشفى ما جاء على لسان الأطباء، معتبرا أن الأمر يتعلق بصراعات نقابية وأن دار الغسيل التي تحدّث عنها الأطباء لا تنظَّف فيها الأقمشة، لأنها تنظَّف خارج المستشفى من طرف شركة خاصة وأنه في حال صح قول هؤلاء الأطباء، فلا بد من أن تُسجَّل تعفُّنات لدى المرضى، بعد العمليات الجراحية، وهو ما لم يسبق أن حصل في المستشفى. وعن التغذية، أكد المسؤول نفسه أنه ليس هناك مطبخ في المستشفى وأن التغذية تتكلف بها شركة خاصة أيضا، وإن كانت هناك محاسَبة فيجب أن توجَّه إلى هذه وليس إلى إدارة مستشفى محمد الخامس.