فجر شقيق الطفلة شيرين، التي ارتبط اسمها بطائفة «المانداروم» -وهي طائفة تعبد الأشجار- مفاجأة كبيرة أول أمس بمقر الجمعية المغربية لحقوق الإنسان خلال الندوة التي عقدتها جمعية «ما تقيش ولدي». وكانت قضية طائفة «المانداروم» قد طفت على السطح إثر نزاع حول ملف حضانة تقدم بها والد الطفلة المغربية، أكد فيه أن أم الطفلة تنتمي إلى طائفة تقوم بممارسات وثنية غريبة تعتمد على عبادة الشجر, كما تمارس طقوسا تتضمن إيحاءات وممارسات جنسية يتم توظيف الأطفال فيها. كريم بلحاج دخل مقر الجمعية المغربية لحقوق الإنسان، مباشرة بعد انتهاء نجاة أنور، التي كانت تجلس إلى جانبها أم الطفلة شيرين، من إلقاء كلمة، حرصت فيها على تلميع صورة جمعيتها، وانتقاد الصحافة والقضاء وتوزيع الاتهامات على عدد من الجهات بالتورط في هذا الملف الذي تتوزع أطواره ما بين المغرب وفرنسا، قبل أن يجد منظمو الندوة أنفسهم في موقف حرج حيث أعلن شقيق شيرين أمام حشد من الصحافيين أنه جاء ليفضح ما يجري في حق شقيقته ووالده، قبل أن يخرج ورقة حاول قراءة مضمونها، غير أن عددا من المنظمين سارعوا إلى محاصرته، وسط أجواء مشحونة لم يتردد خلالها الطبيب النفسي، الذي استعانت به الجمعية من أجل تقديم تحليل نفسي لحالة شيرين، في إمساك شقيقها من كتفه بقوة بعد أن فقد أعصابه، محاولا إخراجه من القاعة، فيما لجأت نجاة أنور إلى الصراخ من أجل إجباره على المغادرة، وهي تقول: «اخرج.. حنا ماشي فالزنقة»، وهي المحاولات التي رد عليها شقيق شيرين بعبارة فرضت على المنظمين مراجعة موقفهم حيث خاطبهم قائلا: «لم أكن أدرك أن الحقيقة تزعجكم إلى هذه الدرجة». كريم بلحاج وجه كلماته الأولى إلى نجاة أنور، وقال: «لقد جئت ليتوقف هؤلاء عن إلحاق الأذى بأسرتي، وهذه السيدة لم تلتق أبدا بشقيقتي شيرين أو بوالدي لتتحدث عنهما بهذا الشكل»، في تلميح صريح إلى أن نجاة أنور ركبت على هذه القضية لأهداف أخرى. كما خاطب والدته بعد أن وجه لها لوما صريحا على إهماله بعد أن تخلت عن حضانته في وقت سابق، وقال: «رغم كل ما وقع، ورغم كل ما فعلت، فنحن نحبك وبيتنا مفتوح لك من أجل زيارتنا، وشيرين في وضع جيد وتعيش في أمان». كما وزع شقيق شيرين بيانا باسم والده أكد فيه أن تفاصيل القضية بدأت في سنة 2007 بعد أن علم أن زوجته كانت تحت تأثير زعيم طائفة «المانداروم»، وأن أعضاء هذه الطائفة كانوا يمارسون على طفلته أعمالا لا يمكن تصورها أو تقبلها، وأن طفلته أكدت حضورها جلسات تمت فيها ألعاب جنسية وطقوس أخرى، وهو ما أكدته الأم جزئيا أمام العدالة الفرنسية والمغربية قبل أن تقوم باختطاف الطفلة والهرب باتجاه فرنسا. واستعرض البيان عددا من المراحل التي مر منها هذا الملف إلى غاية محاولة الاختطاف التي تعرضت لها شيرين أمام مؤسستها التعليمية بتاريخ 16/06/2010، وهي العملية التي شارك فيها حوالي15 شخصا من جنسية فرنسية، من بينهم ابنه زعيم طائفة «المانداروم». المفاجأة التي أحدثها حضور شقيق شيرين جعلت ندوة جمعية «ما تقيش ولدي» تفقد بوصلتها، حيث تناول الكلمة طبيب نفسي اعتبر أن الابن تم توظيفه من طرف والده للقيام بهذه المهمة، وأنه رأى في عينيه «استجداء للأم بالعودة»، رغم أنه حاول إخراجه بالقوة ومنعه من الحديث. فيما قدمت نجاة أنور صورة غامضة عن المؤسسات الحكومية بالمغرب، وقالت إن جميع المسؤولين الذين اتصلت بهم الجمعية أكدوا أنهم يؤمنون ببراءة الأم، لكنهم عاجزون عن التدخل. كما حرصت على توجيه اتهامات مبطنة وأخرى صريحة لجمعية «ما تقيش أولادي» ورئيستها نجية أديب، رغم أن الأم لم تنكر ما ورد في بيان أب شيرين من أنها اتصلت بنجية أديب في وقت سابق لكي تدعمها وتقدم لها شهادة مفادها أن العدالة المغربية لا تحمي الأطفال لتبرير عملية الاختطاف التي قامت بها، وهو ما رفضته نجية أديب لتقرر الأم تحويل وجهتها نحو جمعية «ما تقيش ولدي» التي تبنت الملف من أجل توظيفه في صراع شخصي وقضائي مع جمعية «ما تقيش أولادي» حيث تساند الجمعية الأولى الأم، فيما تساند الثانية الأب. الأم اكتفت خلال الندوة بتقديم تفاصيل مرتبكة عن وقائع هذه القضية، واعتبرت أن اتصالها بنجية أديب جاء نتيجة اختلاط أسماء الجمعيات عليها، واتهمت الأب باحتجاز شيرين داخل غرفة لمدة أربعة أشهر والاستعانة بعدد من الخبراء، من بينهم مختص في التنويم المغناطيسي، للتأثير عليها.