يعاني سكان وتجار شارع الحرية ودوشمان وكاسطور وعدة أزقة بمدينة المحمدية، بشكل يومي مستمر ليلا ونهارا، من حصار الباعة المتجولين (الفراشة) وأصحاب عربات الخضر والفواكه وباعة الأسماك والمتلاشيات وبعض المنحرفين، الذي احتلوا كل المنافذ والولوجيات الخاصة بهم. وتوصلت «المساء» بشكايات متفرقة للمتضررين الذين أكدوا أن الباعة أصبحوا يشكلون أحزمة تحاصرهم، وتشل حركاتهم اليومية، إضافة إلى ركام الأزبال والنفايات التي يخلفونها وراءهم كل يوم، ناهيك عن الروائح الكريهة. أكثر من هذا أضاف مجموعة من المتضررين أنهم منعوا من ولوج منازلهم، كما منع أصحاب المحلات التجارية من ممارسة تجارتهم بشكل عادي. وجعلوا بينهم وبين زبائنهم حواجز. كما تم منع مرور الناس والسيارات من طرف ممارسي التجارة والمهن المختلفة بشكل فوضوي . إضافة إلى ما وصفوه بالتلوث السمعي الذي يعاني منه المارة بشكل عام والسكان بشكل خاص، حيث إن الباعة يبدعون في تبادل السب والشتم والكلمات النابية، تنتهي بهم في الدخول في صراعات ومعارك بالأسلحة البيضاء والرمي بالحجارة والكلاب، كما نبه السكان إلى ظاهرة انتشار تجار المخدرات ( القرقوبي والحشيش ) والسلع الفاسدة والمهربة التي انتهت مدة صلاحيتها.... في غياب تام لمكتب حفظ الصحة بالبلدية، وتساءلوا عن حقهم في ضمان محيط يضمن لهم العيش الكريم ويساعدهم على تربية أبنائهم وبناتهم. وطالب السكان بتدخل السلطات المحلية والمنتخبين من أجل تنقية الحي وإنصاف السكان وأصحاب المحلات التجارية والخدماتية، مؤكدين أنهم رغم شكاياتهم المتكررة، لم يجدوا من يحرك ساكنا تجاه وضعهم المأساوي، باعتبار انتشار السرقات والنشل والمخدرات وبروز لوبيات فاسدة تدافع عن هذا الوضع الشاذ دون أن يتحرك أحد من المسؤولين لرفع الضرر عنهم. ولم يستبعد بعض السكان أن يستفحل الوضع إلى درجة أن يدخل السكان في مواجهات عنيفة مع الباعة المتجولين بشارع الحرية، بعد أن تعذر على بعض المرضى الاستفادة حتى من سيارات الإسعاف التي يتعذر على سائقيها ولوج الشارع في اتجاه سكن المريض. كما أكدوا على أن أي سائق سيارة خاصة أراد المرور من شارع الحرية يتعرض هو وعائلته للسب والقذف بالكلام الساقط من طرف الباعة.