صرح جمال البنا، شقيق حسن البنا مؤسس جماعة «الإخوان المسلمون»، بأنه يرفض أن ينضم إلى سيف الإسلام، ابن هذا الأخير في الدعوى التي رفعها ضد مؤلف المسلسل، وحيد حامد، ومنتجه، لكنه أقر باعتراضه على المسلسل. وفي تبريره لقراره، قال البنا إن مبادئه تمنعه من رفع قضايا، وإنه يؤمن بحرية الرأي والفكر. وأضاف جمال البنا، في حوار أجرته معه صحيفة «إيلاف» الإلكترونية، أن وحيد حامد قال له في لقاء تلفزيوني سابق إنه لن يقدم فيلما عن حسن البنا، وإن الفيلم «سيكون فاشلا لأنه لا توجد به امرأة ولا بوسة». وفي السياق نفسه، نفى جمال البنا علمه بأن يكون «مسلسل الجماعة» كُتب تحت مراقبة الحكومة كما يقال، أو أنه كُتب في هذا الظرف بالذات لتشويه صورة الجماعة قُبيل انتخابات مجلس الشعب المصري. كما نفى أن يكون نجل حسن البنا كفر المؤلف وحيد حامد كما ادعى هذا الأخير. وجدد جمال البنا، الذي يعتبر مفكرا إسلاميا منفتحا ومجتهدا، تأكيده على أن الحجاب ليس فرضا، وذلك في جوابه عن سؤال حول الضجة التي أثارتها الممثلة صابرين عندما وضعت باروكة على رأسها بدلا من الحجاب في مسلسل «شيخ العرب همام». وأعاد تبرير ذلك بأن الحجاب وُجد قبل الإسلام بألفي عام وأن القرآن لم يشر إليه إلا بالنسبة لزوجات الرسول، ليس كلباس، بل كساتر يحجب غرف الرسول بالمسجد لأنها لم تكن لها أبواب. وأكد البنا، مرة أخرى، مواقفه الاجتهادية التي تميز بها عن غيره من المفكرين الإسلاميين، خاصة ما تعلق بجواز إمامة المرأة في الصلاة، التي يرى أن تطبيقها في أمريكا «أنقذ الإسلام من دعوى امتهان المرأة». في الوقت نفسه، أشار البنا إلى أنه يجتهد ويؤلف ل«أناس يعلمون وليس للجهلة»، وأنه خصص الكثير من الجهد والوقت للاجتهاد في أمور الدين، معاتبا الفقهاء القدماء الذين كرسوا الهيمنة الذكورية على المجتمعات الإسلامية. وأبرز المفكر الإسلامي عمله الديني المنفتح المتمثل في مشروع متكامل لإعادة كتابة منظومة المعرفة الإسلامية. وعن رأيه في قضية توريث الحكم، المثارة الآن في مصر على خلفية احتمال بلوغ جمال مبارك كرسي الرئاسة مكان أبيه، أكد البنا على رفض التوريث «إسلاميا وديمقراطيا»، كما أنه صرح بأنه لا يظن أن الإخوان هم البديل الأمثل للنظام القائم، وبأنه يرفض أي حكومة دينية، سواء إسلامية أو مسيحية، لأنه يعتقد أن السلطة تفسد القيم. في الموضوع نفسه، أبدى البنا ميله إلى تأييد محمد البرادعي كمرشح للرئاسة في مصر، لأنه يرى أنه هو «أفضل من يحمل دعوة التغيير» مقارنة ببقية المرشحين. وحول سؤال يتعلق بموقف البنا مما قيل حول المفكر المعروف سعد الدين إبراهيم وما راج من حديث حول تأييده لجمال مبارك في تطلعاته للحكم واحتمال وجود صفقة بينه وبين الحكومة ليعود إلى مصر مقابل دعمه لابن الرئيس، قال البنا إن شخصا مثل سعد الدين «لا يصدر بيانا إلا على أساس يليق بأستاذ اجتماع (...) وأنا أعتقد أن الرجل وطني وأنه مصري صميم أيضا». وكانت الصحف المصرية روجت لخبر يقول إن سعد الدين إبراهيم وقع على عريضة تأييد لجمال مبارك قبل أن تؤكد زوجته أن الخبر عار من الصحة وأن في الأمر التباساً استغلته جهات أرادت توريطه في موضوع هو بعيدٌ عنه.