مع اقتراب شهر رمضان تزداد حدة الجدل حول مسلسل(الجماعة) الذي اشتراه التليفزيون المصري، ليعرضه على قنواته، والذي يتعرض فيه مؤلفه وحيد حامد لسيرة الإمام حسن البنا مؤسس جماعة الإخوان المسلمين، في صورة وصفها كثيرون بالمضللة والمشوهة من المؤلف المعروف بخصومته للحركة الإسلامية. وأكد أحمد سيف الإسلام عضو مجلس نقابة المحامين ونجل حسن البنا، أن مؤلف المسلسل خالف القانون وتجاهل أسرة الإمام االبنا كمصدر مهم قبل كتابة أحداثه، موضحًا أن المسلسل اعتمد على مشاهد ووقائع مختلقة بعضها يخدش سيرة الإمام وثقة الناس فيه، مؤكدًا أنه يتوقع أن يوقف القضاء عرضه. و اتهمت جماعة الإخوان المسلمين على موقعها الرسمي ، أجهزة النظام المصري بعرض مسلسل »الجماعة» قبل انتخابات مجلس الشعب القادمة في محاولة للتأثير على صورة الجماعة وشعبيتها وسمعتها. على الجانب الآخر، نفى السيناريست وحيد حامد تلك الاتهامات، مؤكدا على أن المسلسل بدأ الإعداد له قبل انتخابات مجلس الشعب، وأن توقيت عرضه ليس مرتبطا بالانتخابات، بل أن عرضه تحدّد خلال شهر رمضان، نظرا لإقبال الجمهور على المسلسلات في هذا الشهر. كما اعترض عدد من المثقفين والأدباء على تهديد نجل حسن البنا بوقف المسلسل، على اعتبار أن الإمام حسن البنا شخصية تاريخية من حق أي كاتب تناولها فيما يشير الكاتب خيري شلبي أنه: «لا يعتقد بأنه من حق الورثة الحجر على هذا الإبداع»، وأكد على أن «محاربة المسلسل بدأت منذ الإعلان عن كتابته، إذ أن الورثة تلاحقه بالإنذارات والتهديدات»، وشدد شلبي على »أنه قانونا من حق الكاتب أن يعرض عمله ثم ينظر في أمره بعد ذلك، إذا كان هناك إساءة متعمدة فيخضع للمساءلة القانونية، أما أن نبادر بإيقاف العمل قبل أن يعرض فهذا غير مقبول، ووحيد حامد لم يؤلف العمل عن حسن البنا فقط لكن المسلسل عن الجماعة، وهؤلاء أصبحوا ملكا للتاريخ، ومن حق أي مبدع أن يتناول هذه الشخصيات تناولا إبداعيا، أو تاريخيا، ومن حق من يرى أنه قد أصيب بأذى أن يتقدم للقضاء بعد العرض وليس قبله، وقد أعلن وحيد حامد من قبل بأنه مستعد للمثول أمام القضاء في حال وجود أي تهمة، ومن الإنصاف أن يترك العمل للعرض أولا». من جانبه قال الكاتب مكاوي سعيد »لا يمكن الحكم على المسلسل حاليا فلم يتبيّن هو مع أم ضد، وهذا لا يحدث إلا بعد العرض إذا ظهر للورثة حق، ولو هناك اتجاه لوقفة أو الرد عليه فيكون هذا بإبداع موازي وليس قضائيا، لكن استخدام القانون لإيقاف أعمال إبداعية أمر مرفوض، لأن الشيخ حسن البنا شخصية عامة ومن حق أي مبدع أن يتناولها، ولا يجب أن تتدخل الأسرة في منع العمل». ويرى الكاتب كمال رحيم بأن: »الإمام حسن البنا شخصية نكنّ لها كل احترام وتقدير وهو أحد الزعماء الدينيين والسياسيين، لكن لا يمكن أن تتدخل أي جهة في عمل المبدع، لأن ما يقدمه المبدع هو خليط من الحقيقة والخيال، وما يحدث هو حد من الإبداع، ولا يمكن محاسبة المبدع إذا لم يثبت مخالفته لأشياء تاريخية محققة، وكاتب السيناريو لا يرصد التاريخ لأن العمل الإبداعي ليس كتاب تاريخ، لكنها رؤية للمؤلف عن الإمام البنا والجماعة في فترة تاريخية معينة، فالمبدع من حقه أن يكتب طالما لم يخالف الحقيقة الفنية». تبلغ ميزانية المسلسل 75 مليون درهم حتى الآن ويضم فنانين عرباً مثل الأردني إياد نصار الذي يقوم بدور الإمام البنا، والممثل السوري جمال سليمان في دور داعية إسلامي، وتم تصوير المسلسل في شوارع القاهرة، و استعانو فيه بخبراء من إنجلترا وإيران للإشراف على الماكياج، وكذلك خبراء من جنوب إفريقيا لمشاهد الأكشن، و أيضا بثمانية ممثلين محترفين من إنكلترا لتقديم بعض الأدوار الأساسية». و قاموا ببناء ديكورات حارات وشوارع ترجع إلى الثلاثينات والأربعينات، بالإضافة إلى أجزاء من القرى ، بينما سيقوم بتصوير مشاهد عديدة في مواقع خارجية، ومنها الإسماعيلية والإسكندرية والبحيرة والمنوفية. .