يواجه مسلسل "الجماعة" لمحمد ياسين وتاليف وحيد حامد هجوما واسعا على مواقع مختلفة على شبكة الانترنت بينها مجموعات على موقع "فيسبوك", وهجوما على مؤلف المسلسل والعاملين فيه ضمن التعليقات على الاخبار والمقالات المكتوبة عنه. ومؤخرا, دأبت اعداد من الشباب الاسلاميين في المنطقة على تشكيل مجموعات على الانترنت للتصدي لأي مقال أو مسلسل أو فيلم يرون فيه ما يخالف آراءهم. وتعددت الاشكال والاساليب في الهجوم على المسلسل الذي يعتبره مؤلفه وحيد حامد "قراءة حيادية لتاريخ مرحلة من تاريخ وطن ولتاريخ حزب, وهي رؤية لا تعمل على ادانة جماعة الاخوان المسلمين ولا تبرئتهم, انها رؤية تعتمد فقط على تقديم حقائق تاريخية عن هذه المرحلة". غير ان التعليقات التي ينشرها الاسلاميون على مواقع الانترنت, والتساؤلات المختلفة التي يثيرونها عكست نفسها ايضا على الشباب واثارت الجدل حول المسلسل وجماعة الاخوان المسلمين ومؤسسها حسن البنا. ومن بين هؤلاء محمد خليل الذي يؤكد في حديثه مع وكالة فرانس برس "عدم موضوعية كاتب المسلسل وحيد حامد الذي سيتجاهل الكثير من التاريخ الناصع للاخوان المسلمين ولن يقول الحقيقية ابدا في هذا الموضوع". ويعتبر زميله الذي اكتفى باسم احمد ان "المسلسل عبارة عن حرب قذرة ضد الاخوان المسلمين وما يؤكد ذلك قيام التلفزيون المصري الرسمي بعرضه خلال شهر رمضان الكريم, وذلك بقصد تشويه الاخوان وتاريخهم كدعاية انتخابية مسبقة للانتخابات التي ستجري هذا العام". ويضيف "لكن اعتقد ان عرض المسلسل سياتي بنتيجة عكسية وضد النظام, فالمسلسل غير واقعي, ومن يقومون بدور شباب الاخوان المسلمين لا يعرفون تربية الاخوان للشباب الذين يفكرون في المستقبل وطاعة الله وهم متفوقون في دراستهم وعملهم". ويرى محمد ان "وحيد حامد حاقد على الجماعات الاسلامية والمتدينين وليس الاخوان المسلمين فقط, ودائما ما يهاجمهم كما فعل في افلامه +طيور الظلام+ و+والارهاب والكباب+ و+دم الغزال+". وينتقد حامد بقوله انه "يهاجم المتدينين ويعتبر العاملين في الفن ومن يرتكبون المعاصي افضل من المتدينين". وذهبت التعليقات على شبكة الانترنت الى ابعد من ذلك اذ اتهمت حامد بانه "ليس رجلا لانه يساعد على نشر الفسوق والعري والانحلال وتضليل الناس وابعادهم عن دينهم", وان العاملين في المسلسل "ممثلون ساقطون لهم باع في افلام +المسخرة+ وقلة الادب في الوقت الذي يمثل الاخوان المسلمون قيم الخير, فهم جماعة اهل القران والحديث والسيرة النبوية". في المقابل ترى الطالبة عزه ابراهيم ان "العلاقة مع الله لا تحتاج حزبا او أي حد ليقررها", وتشير الى "حاجة البلاد الى جماعات تفكر في مشاكل البلد وازماته, وتخلق رؤية للمستقبل", لا ان يجعلوا انفسهم "وكانهم مندوبون لله على الارض". يقول الكاتب والصحافي محمد طعيمة الذي ينتقد الجماعة على اساس سياسي "جماعة الاخوان المسلمين مدانة منذ بداية تاريخها بخدمة المصالح الغربية في مصر وفي غالبية البلاد التي لهم امتدادات فيها". ويضيف "يؤكد ذلك ما قاله الباحث البريطاني مارك كيرتس في رده على سؤال للزميل محمد الشافعي بجريدة الشرق الاوسط بمناسبة صدور كتابه +العلاقات السرية - تواطؤ بريطانيا مع الاسلام المتشدد+ الذي وضع فيه حصيلة دراسة أربع سنوات لعشرات الالاف من الوثائق التي رفعت عنها السرية, بأن بريطانيا كانت تمول جماعة الاخوان المسلمين وتستخدمهم لخدمة مصالحها".وكان ابن حسن البنا احمد سيف الاسلام هدد بانه "سيتقدم للقضاء اذ لم يتسن له قراءة السيناريو ومشاهدة ما تم تصويره من المسلسل, للمطالبة بوقف عرضه, ضد الشركة المنتجة وضد القنوات التي ستقوم بعرضه".