بينما تعود المغاربة على رؤية أعلام الدول الأجنبية منتصبة فوق مقرات السفارات والقنصليات الممثلة للدول والبلدان على أرض المغرب، في احترام للقوانين المنظمة للعلاقات بين هذه الدول والدولة المضيفة، أضحى الوضع بمنطقة «تمصلوحت»، التي تبعد عن مدينة مراكش بحوالي 18 كيلومترا شبيها بمنطقة محتلة من قبل الإسبان. حالة استثنائية تعرفها منطقة «تمصلوحت» القروية، بعدما أصبح سكان هذه الجماعة معتادين على رؤية العلم الإسباني يرفرف أمام أعينهم بإحدى الأراضي التابعة للجماعة صباح مساء. فمنذ مدة ليست بالطويلة يضع إسباني بأرض اكتراها من المسؤولين الجماعيين علم بلده، مما حذا بالمواطنين إلى استنكار الأمر في شكل اتصالات ساخطة، وتصريحات مستنكرة لما أسموه ب «الاحتلال الجديد». واستنادا إلى معلومات حصلت عليها «المساء» من مصادر عليمة، فقد قام إسباني بكراء أرض فلاحية واقعة على مدخل الجماعة، من أحد المسؤولين الجماعيين، منذ ما يقارب الشهرين، لمدة تصل إلى عشر سنوات تقريبا، وتبلغ مساحتها حوالي هكتار. وقد أقدم الإسباني على نصب علم بلاده جنبا إلى جنب مع العلم المغربي، دون أن يكون للأمر أي مبرر أو سند قانوني، وفي غفلة من السلطات المحلية. وعزت مصادر «المساء» إقدام هذا الأجنبي على هذا الفعل الخارج عن القانون، إلى محاولته التغطية على نشاطه التجاري، المتمثل في كراء الدراجات رباعية العجلات «الكواد» بدون رخصة، وضمان حماية من مساءلة السلطة له أو التضييق عليه. وأوضحت مصادر «المساء» أن الإسباني بدأ في ممارسة تجارته عبر وسطاء يأتونه بالزبناء، كما أنها وصفت نصب العلم الإسباني، من لدن هذا الشخص على هذه الأرض، التي لا تزال مشاعة بين عدد من الورثة، ب«الاستفزازي»، في ظل حادث الاعتداء الذي تعرض له مواطنون مغاربة على يد عناصر ينتمون للشرطة الإسبانية، بل إن هذا الإسباني، تضيف هذه المصادر، شيد بناء عشوائيا من الخشب عبارة عن «براكة» تسيء إلى المنظر العام لمدخل جماعة «تمصلوحت». هذا وتساءلت المصادر ذاتها إن كانت السلطات الإدارية بالجماعة قد انتبهت إلى هذا العلم، الذي يرفرف بمجالها الترابي، مستغربة في الوقت ذاته لسماح السلطات المحلية لهذا الأجنبي بتشييد «براكة» عشوائية على مدخل الجماعة، بينما قامت قبل ست سنوات بدعوى محاربة «البراكات» العشوائية والحفاظ على رونق مدخل الجماعة، بجرف وتدمير عدد من «البراكات»، التي شيدها بعض سكان الجماعة على طول مدخل طريق الجماعة، على بعد حوالي 600 متر من الأرض الحالية، التي يكتريها الإسباني لعرض منتوجاتهم من الصناعة التقليدية من الخزف والفخار لجذب السياح إلى تجارتهم وجماعتهم.