قرر الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي إلغاء نظام التذكرة المعدلة الذي كان يقضي بتحمل نسبة 30 في المائة من تكاليف علاج ذوي الأمراض الخطيرة والمزمنة التي كان يتحملها وتعويضها بتحمله مائة في المائة من التكاليف. وبهذا الشكل تكون هذه المؤسسة قد وفت بالوعود التي قطعتها على نفسها منذ سنة ونصف في هذا المجال وأصبحت توفر امكانية التحمل القبلي بنسبة مائة في المائة لهذه الشريحة. وصرح البروفيسور جميل رئيس جمعية إغاثة مرضى التهاب الكبد الفيروسي الذي خاض نضالا طويلا حتى إلغاء نسبة 30 في المائة، بخصوص هذا الموضوع قائلا: «إن هذه المبادرة تشكل في رأيي تقدما من الحجم الكبير، في إطار تحسين صحة 3 ملايين شخص يعانون من هذه الأمراض المزمنة والمكلفة، على اعتبار أن انعكاساتها نفسيا وبدنيا واجتماعيا واقتصاديا يتحملها في أغلب الحالات المريض نفسه ومحيطه. لذلك فهذه الخطوة تمثل تطورا في إطار دعم نظام التغطية الصحية الإجبارية لبلدنا». والجدير بالذكر أنه من بين أبرز النقط التي ناقشها مهرجان «ربيع الصحة 2008» الذي نظم يوم 17 أبريل بالدارالبيضاء كانت إشكالية التحمل القبلي للأمراض المزمنة والخطيرة بالمغرب. «ففي المغرب ربع الساكنة الوطنية يعانون من الهشاشة الاقتصادية، والفقر يصيب 14 في المائة من المغاربة، 23 في المائة منهم يوجدون في العالم القروي، وهو معدل مرشح للارتفاع بالنظر إلى كون 40 في المائة يعانون من الأمية. وتكلف الأمراض المزمنة والخطيرة أكثر مما يمكن أن يتحمله المريض ماديا. في غياب تحمل قبلي تام لهؤلاء، فالأقلية من المغاربة المصابين بهذا الداء يمكنهم مواجهته. والتزام حازم من قبل الدولة في آجال محددة يبدو ضروريا لإنهاء آلام المرضى بجميع أنواعها» وذلك حسب ما جاء في التوصيات التي صدرت عقب تنظيم المهرجان. يشار إلى أن «ربيع الصحة» الذي نظم يوم 17 أبريل بالدارالبيضاء تحت شعار «ربيع الصحة 2008»، هو بمبادرة من جمعية إغاثة مرضى التهاب الكبد الفيروسي وبتعاون مع جمعية الكلى لمحاربة داء الكلى، والجمعية المغربية المغربية لمحاربة الروماتويد المفصلي، هذا المهرجان الاجتماعي كان يهدف من خلاله إلى شد اهتمام الساكنة والمهنيين بقطاع الصحة والمسؤولين في مراكز القرار إلى وضعية الأمراض المزمنة والخطيرة في المغرب.