قد يؤثر الصيام بعض الشيء على إدرار اللبن بوفرة في الثدي خصوصا في الثلاثة شهور الأولى، وهي الفترة التي يحتاج فيها جسم المرضع إلى جهد أكبر من أجل إتمام عملية إدرار الحليب. هذا بالإضافة إلى أنه يجب أن تتناول الأم الغذاء الصحي المناسب في هذه الفترة معتمدة في ذلك على مشتقات الحليب والعصائر الطبيعية والسوائل، إضافة إلى الخضروات الطازجة. إما إذا مر على المرضع أكثر من ثلاثة أشهر ولم تكن هناك أي مشاكل من ناحية كمية الحليب المفرزة ووزن الطفل، فيمكن لهذه السيدة أن تصوم مع ضرورة تناولها لحوالي 3 إلى 4 لترات من السوائل على شكل ماء وعصائر ومشروبات ما بين فترتي الإفطار والسحور. وأيضا يجب عليها أن تتناول وجبة إضافية ما بين وجبتي الإفطار والسحور وذلك من أجل أن تصل كمية السعرات الحرارية إلى النسب المقررة في هذه الحالة. إما إذا شعرت الأم بالصداع المستمر أو الدوخة أو الغشاوة في العينين أو نقص كمية الحليب عن المعتاد أو أن وزن الطفل لم يعد يزداد بالمعدل الطبيعي المطلوب فعليها الإفطار فورا لأنها مؤشرات غير مستحبة تستدعي التوقف عن الصيام. إما إذا كانت السيدة المرضع قد أكملت ما يقارب تسعة أشهر إلى عام وهي ترضع فغالبا لا يكون هناك ما يمنع من الصيام، لأن الطفل قد بدأ في تناول أطعمة خارجية واعتماده على الرضاعة لم يعد كاملا. هكذا يتبين أنه من الضروري والواجب أن تستشير الأم المرضع الطبيب الخاص لمتابعة حالتها الصحية قبل الإقدام على الصيام ولإعطائها الإرشادات اللازمة. كل هذا من اجل ألا تتخذ بعض الأمهات فترة رمضان مناسبة لحرمان الطفل من الرضاعة الطبيعية وتعويضها بالحليب الصناعي الذي لا يمنح بأي حال ومهما غلى ثمنه نفس القيمة التي يحتوي عليها حليب الأم . أسماء زريول أخصائية في علم التغذية والحمية [email protected]