إن السماح للمرأة المرضع بالصيام هو أمر نسبي يختلف بحسب مرحلة الإرضاع وسن الرضيع والحالة الصحية للمرأة المرضع، وكذلك مدى تأثر حليب الأم بالصيام، فهناك بعض الحالات لسيدات مرضعات يمكن لهن الصيام دون مخاطر، ولكن الله سبحانه وتعالى رخص للمرضعات أن يفطرن إذا استعصى عليهن الصيام. فحليب الأم أغلبه من ماء وكالسيوم وبروتينات ودهون وأملاح وسكريات، أي أن كل هذه العناصر يجب أن تتوفر في جسم المرضع، وبالتالي يجب أن يحصل عليها الجسم عن طريق الغذاء الصحي المناسب. وتحتاج المرضع إلي حوالي 500 كالوري إضافية في اليوم لتوفير كميات مناسبة من حليبها والحفاظ على صحة جسمها من النقص المحتمل في المغذيات الضرورية، ومن أجل استمرار عملية الرضاعة في سلام وأمان. هناك هرمونات تساعد على تكوين حليب الأم مثل هرمون البرولاكتين وغيرها، تفرز من الغدة النخامية بالمخ، بالإضافة إلى أهميتها في الحث على تكوين وإفراز الحليب له عدة نشاطات غير المساعدة على إدرار اللبن فهو هرمون مهم جدا لمساعدة انقباضات الرحم لمنع النزيف بعد الولادة، وأيضا من أجل عودة الرحم إلى حجمه ووضعه الطبيعي بعد إتمام عملية الحمل بسلام. وهو أيضا يساعد على زيادة كمية البول، أي يؤدي إلى نقص كمية المياه داخل جسم المرضع. من هنا تأتي أهمية أن تتناول المرضع السوائل بوفرة أثناء الرضاعة من أجل تعويض كمية السوائل التي تفقد ليس فقط في الحليب فقط، ولكن أيضا التي تفرز عن طريق البول والعرق.