أجّلتْ ابتدائية عين السبع النظر في قضية الطفلة (فاطمة ر.)، 12 سنة، التي تعرضت للتعذيب على يدَيْ مشغلتها في درب الشرفاء في البيضاء، إلى يوم 25 غشت الجاري، بناء على طلب دفاع المتهمة من المحكمة الاستماع للطفلة ولأبيها الذي «تنازل» عن متابعة المتهمة (صباح خ.) التي تُتابَع في حالة اعتقال. وأكدت مريم كمال، عن جمعية «إنصاف»، أن المحكمة رفضت التنازل سالف الذكر، الذي تقدم به دفاع المتهمة، لأنه تم أثناء التحقيق، وأضافت كمال أن محامية الضحية اعتمدت على المادة 408 وما يليها من مواد، إلى حدود المادة 411 من قانون الجنايات، التي تدعم مسؤولية المتهمة، لكون الطفلة كانت تحت رعايتها أثناء وقوع الحادث. وأفاد عمر الكندي، رئيس الجمعية المذكورة، التي نصَّبتْ نفسَها طرفا مدنيا للدفاع عن الضحية، «المساء»، في اتصال هاتفي، بأن الجمعية قد تكفّلت بنقل الطفلة إلى بيت أسرتها في إمنتانوت، رغم سوء حالتها النفسية، لعدم توفر مراكز خاصة بإيواء الحالات المماثلة لحالة فاطمة. وتعود وقائع اكتشاف الحادث، حسب بلاغ توصلت به «المساء» من الجمعية المذكورة، إلى شهر يوليوز الماضي، حين فرّت الطفلة من بيت مشغلتها، بعد تعرضها لسلسلة من الاعتداءات على يدي الأخيرة، ليجدها سكان الحي في حالة هستيرية من الخوف والهلع، وهو ما حذا بهم إلى تسليمها للشرطة القضائية، التي سلّمتْها، بدورها، إلى أقرب مستشفى، حيث تلقت العلاجات الأولية. وكشف الفحص الطبي الذي أُجري للطفلة تعرضَها لآثار التعذيب «الوحشي»، من كدمات وجروح طالت أنحاءَ جسمها جميعَها، بما فيها جهازها التناسلي. وقد تم إيداع الطفلة، بشكل مؤقت، في الإسعاف الاجتماعي المتنقل في الدارالبيضاء، وهو مركز الاستقبال الاستعجالي للأطفال في وضعية أبناء الشارع، وبعد أيام معدودة، تم تقديمها أمام النيابة العامة التي أمرت بإيداعها أحدَ المراكز الذي لا يتوافق ووضعية الطفلة الصحية والنفسية.