أكد سعيد الهادي، رئيس مجلس إدارة الوكالة الخاصة طنجة المتوسط، أنه بإنجاز ميناء طنجة المتوسطي 2 ستبلغ الطاقة الاستيعابية للمركب المينائي طنجة المتوسط أكثر من 8 ملايين حاوية من حجم عشرين قدما، وسيصبح بالتالي أكبر ميناء بحوض البحر الأبيض المتوسط وأرضية مينائية مرجعية على المستوى الدولي، حيث إن 12 ميناء في العالم فقط تجاوز حجم نشاطها 8 ملايين حاوية سنة 2007. وأضاف الهادي، الذي كان يتحدث خلال ندوة صحفية بمدينة الدارالبيضاء أول أمس، أن الوكالة الخاصة طنجة المتوسط قامت يوم الإثنين المنصرم بتفويت رصيفي الحاويات الثالث والرابع بالميناء المرتقب «طنجة المتوسطي 2، وذلك عقب مسطرتين لطلب عروض تم الإعلان عنهما في 31 يوليوز 2007، إثر طلب لإبداء الاهتمام. وأسند استغلال رصيف الحاويات الثالث، الذي ستبلغ طاقته الاستيعابية 3 ملايين حاوية من حجم 20 قدما ويمتد على طول 1600 متر ومساحة 78 هكتارا من الأراضي المسطحة، إلى تكتل يتكون من «ميرسك.أ/اس» من الدانمارك و«أ.بي.إم. تيرمينالز» من هولندا ومجموعة «أكوا» من المغرب، حيث سيخصص هذا الرصيف على الخصوص لخدمة شركة «ميرسك لاين». أما الرصيف الرابع والذي تفوق طاقته الاستيعابية 2 مليون حاوية من حجم 20 قدما وبطول 1200 متر ومساحة 54 هكتارا من الأراضي المسطحة، فقد أسند استغلال مرافقه إلى تكتل مكون من «بي.إس.أ» من سنغفورة و«مرسى المغرب» و «سي.إن.إي» من المغرب، حيث من المتوقع أن يفتح هذا الرصيف لباقي شركات الملاحة البحرية الوطنية والأجنبية. وقال سعيد الهادي إنه حسب مقتضيات اتفاقيتي التفويت التي تربط الوكالة الخاصة طنجة المتوسط لمدة ثلاثين سنة، يلتزم المتعهدون بإنجاز البنيات التحتية والتجهيزات الضرورية لضمان سير العمل للرصيفين باستثمارات أولية تقدر بحوالي 7 ملايين درهم، كما يروم مخطط الأعمال بالنسبة إلى المتعهدين المستقبليين على مستوى النشاط المينائي مناولة حوالي 5 ملايين حاوية بعد مضي 5 سنوات من انطلاق استغلال الرصيفين. وأضاف أنه من المنتظر انطلاق أشغال بناء ميناء طنجة المتوسط 2 خلال شهر دجنبر المقبل، بعد الانتهاء من مسلسل إسناد عقد البناء ووضع التركيبة المالية للعملية، فيما يتوقع الشروع في استغلال الرصيفين بميناء طنجة المتوسط 2 مع متم سنة 2012. وجدد الهادي ثقته بقوله إن منح تفويت أرصفة ميناء طنجة المتوسط 2 ستساهم في إغناء الشراكات التي أبرمت سلفا مع عدد من الفاعلين البحريين والمينائيين على المستوى الدولي، وعلى الخصوص حضور «بي.إس.أ»، الفاعل الآسيوي المرجعي وثاني فاعل مينائي على الصعيد الدولي في تفويت الرصيف الرابع، وهو ما سيسمح بتعزيز صورة مركب طنجة المتوسط كأرضية مينائية تربط مختلف القارات. يشار إلى أن استغلال الرصيف الأول، الذي عهد به إلى شركة «أ.بي.إم.تيرمينالز طنجة» فرع مجموعة «أ.بي.مولرميرسك»، انطلق العمل به في يوليوز 2007، فيما سيشرع في استغلال الرصيف الثاني خلال غشت المقبل، والذي عهد به إلى شركة «سي.إم.أ.سي.جي.إم» الفرنسية، على التوالي ثاني وثالث فاعل دولي، إلى جانب كل من «أورغيت» من ألمانيا و«كونتشيب» من إيطاليا و«كوماناف» من المغرب. وتعد مجموعة «أ.بي.مولر.مايرسك» بواسطة فروعها للنقل البحري والتي تستحوذ على 90 في المائة من الشركة المتعهدة للرصيف الثالث، من اكبر الفاعلين في ميدان الملاحة البحرية بالعالم، بفضل أسطولها المتكون من 500 باخرة حاملة للحاويات، وبفضل شراكتها مع «أ.بي.إم. تيرمينالز» تعد المجموعة أيضا ثالث فاعل مينائي في العالم باستغلالها لشبكة دولية تتكون من 50 رصيفا بحريا يوجد ب31 بلدا، بالإضافة إلى 14 رصيفا بحريا آخر في طور الإنجاز.