اضطر مستخدَم في فندق في مدينة قلعة السراغنة إلى قضاء ليلة كاملة وهو يراقب شخصا أدلى له بورقة تأمر المتعاملين مع أصحابها ب«الطاعة والولاء»، قبل أن يسلمه في صباح اليوم الموالي إلى فرقة الاستعلامات العامة في أمن القلعة. فيما اعتقلت مُرافِقَه من المصلحة المذكورة في حدود الساعة الواحدة والنصف من بعد زوال يوم الأربعاء الماضي. ويقول «هشام ز.»، أحد الورثة المالكين لفندق «الزاوية»، والمسير الفعلي له، إنه ارتاب في أمر شابين بعد أن رفضا أداء ثمن طلباتهما من مقهى الفندق، وأدليا في المقابل ببطاقة تحمل عبارة: «هذه البطاقة الملكية تُلْزِم الطاعةَ والولاء لمن قُدِّمت له».. ويضيف المتحدث أنه تمسك باستخلاص الثمن بعد أن لاحظ أن البطاقة مزوَّرة، عليها طابع خارجي لمؤسسة عسكرية وطابع آخر داخلي غير واضح. وكان الشابان قد ولجا مقهى الفندق حوالي الساعة التاسعة ليلا يوم الثلاثاء الماضي، وطلبا عصيرين و«شيشتين»، لكنهما رفضا أداء ثمن ما استهلكاه. وعندما أرادا حجز غرفة لقضاء ليلتهما في الفندق، أدلى شاب عمره 24 سنة، يتحدر من منطقة «رأس الما» في مدينة فاس مرة أخرى بنفس البطاقة، فيما طلب مسير الفندق من الشاب الثاني، ويدعى «فؤاد» وأصله من جماعة سيدي رحال في قلعة السراغنة الحصول على وثيقة من المصالح الأمنية تثبت هويته، وتسمح له بكراء غرفة في الفندق، بعد أن ادعى عدم توفره على أي وثيقة في تلك اللحظة، لكن هذا الأخير تخَلَّف عن العودة إلى الفندق، وهو ما زكَّى ظنون مُسيِّر الفندق، إذ لم يعد إلى الفندق إلا بعد زوال يوم الأربعاء ليتم إخبار الأمن به مرة ثانية، ليتم اعتقاله مثل ما اعتقل مُرافِقُه في نفس اليوم. وقد أسرَّ مسير المقهى بأن تهديداته للشاب الفاسي دفعته إلى الاعتراف بأنهما زوَّرا البطاقة عبر جهاز السكانير في مقهى للإنترنت في مدينة أكادير. ويضيف محدثنا أن أمن المداومة رفض تسلم الشخص الأول ليلة الأربعاء، مما دفعه إلى تخصيص مستخدَم لمراقبته طيلة تلك الليلة... لتحضر فرقة الاستعلامات التابعة للأمن الإقليمي في صباح الأربعاء، وتعتقل الشاب الفاسي، وتتبعه برفيقه بعد زوال اليوم الموالي، بعد تلقيها إخبارية من أحد العاملين بالفندق. ويدعي محدثنا أن هذا الأخير زار الأمن تلك الليلة للحصول على وثيقة تثبت هويته، لكن بدل اعتقاله والتثبت من هويته، تم إطلاق سراحه. وقال المستخدَم الذي حاصر الشاب في الفندق إن هذا الأخير أخبره بأنه «اشترى» هذه البطاقة من مرافِقِه السرغيني. ومن المنتظَر أن تكون فرقة الاستعلامات العامة حولت الشابين إلى الضابطة القضائية لتعميق البحت معهما، ليحالا بعد ذلك على النيابة العامة في المحكمة الابتدائية في قلعة السراغنة، كما أنهما سيمْثُلان، حسب معلومات حصلت عليها «المساء»، اليوم الاثنين، أمام المحكمة.