لم يخف الأمريكان أبدا افتتانهم برئيسهم الجديد باراك أوباما وزوجته ميشيل وطفلتيهما الجميلتين ساشا وماليا، منذ أن نجح في الانتخابات الرئاسية وأصبح الرئيس ال44 للولايات المتحدة. وحتى وسائل الإعلام الليبرالية لم تنف يوما غرامها الشديد بأوباما وأسرته، مما حوّلها إلى أهداف سهلة لبرامج الفكاهة الليلية التي كانت تصور الصحفيين وهم يوجهون أسئلة صعبة وقاسية إلى السياسيين الجمهوريين بينما يمدون وسادة محشوة بريش النعام إلى أوباما ويهتمون براحته ونوع العصير الذي يشربه قبل أن يسألوه بملامح جدية: سيدي هل يمكن أن تطلعنا على السر الكامن وراء ذكائك الشديد؟! لكن هذا الحب الغامر للرئيس الأمريكي وأسرته تحول إلى غضب عارم طوال الأيام الماضية، بسبب الصور التي تداولتها وسائل الإعلام لسيدة أمريكا الأولى ميشيل أوباما وهي في كامل أناقتها، تتجول في مدينة ماربيا الإسبانية رفقة جيش من رجال الأمن الخاصين وحاشية من الصديقات تفوق ال40! الصور التي تلقفتها المواقع الإلكترونية ووسائل الإعلام الشعبية تسببت في أزمة سياسية عاصفة للبيت الأبيض الذي كان مشغولا بترتيب حفل عيد ميلاد بسيط لباراك أوباما الذي بلغ 49 سنة قبل أيام. كاتبة عمود محافظة، اسمها أندريا تاتاروس، نشرت مقالة مطولة بصحيفة «نيويورك بوست» انتقدت فيها بشدة سفر ميشيل أوباما إلى إسبانيا لتمضية عطلتها الصيفية وإنفاقها مئات الآلاف من الدولارات على تكلفة تنقل ومبيت رجال الأمن المرافقين لها في الوقت الذي يعاني فيه الاقتصاد الأمريكي من أزمة خانقة تسببت في ارتفاع مؤشر البطالة إلى نحو 10 في المائة. كما انتقدت الكاتبة زوجة الرئيس الأمريكي وقالت إنها تتصرف مثل نجمة من نجوم هوليوود وليس كزوجة لرئيس البلاد الذي طلب من الأمريكيين، في خطاب رسمي قبل أشهر، التضحية من أجل إنعاش الاقتصاد الأمريكي المريض وتقليل النفقات وتوفير المال لتقاعدهم عوض تبذيره في عادات استهلاكية غير مجدية. الكاتبة أندريا تاتاروس وصفت ميشيل أوباما بكونها ماري أنطوانيت معاصرة، وقالت إنها تتصرف مثل الملكة الفرنسية التي كانت تعيش في عالمها الخاص ولم تفهم جوع الفرنسيين ونصحتهم بتناول البسكويت فقطعوا رأسها وانقلبوا على حكمها وحكم لويس السادس عشر! ورغم تأكيد المتحدث باسم البيت الأبيض، روبرت غيبس، على أن ميشيل أوباما دفعت مصاريف إقامتها من حسابها الخاص، فإن الإعلام الأمريكي انتقد استخدامها لطائرة رئاسية رسمية في تنقلها إلى إسبانيا، وهاجم بشدة التكلفة الثقيلة التي تحمّلها دافعو الضرائب من خلال دفع مصاريف تنقل وأكل ومبيت الحرس الخاص الذي رافق زوجة الرئيس الأمريكي وصديقاتها الأربعين! كما انتقد الإعلام بشدة سفر سيدة أمريكا الأولى إلى خارج البلاد من أجل الاستجمام عوض السفر إلى أحد المنتجعات السياحية في خليج المكسيك والترويج لها بعدما تلقت السياحة في هذه المنطقة ضربة قاتلة بسبب فضيحة التسرب النفطي الذي تسببت فيه شركة بريتيش بتروليوم.. الإعلام الأمريكي نصح أسرة الرئيس الأمريكي بالتقليل من مظاهر البذخ وإبداء نوع من التعاطف مع الأزمة الخانقة التي باتت تجبر الأمريكيين على اختصار عطلتهم السنوية إلى أسبوع واحد فقط أو إلغائها بالمرة، وعدم استفزاز مشاعر ملايين العمال الذين فقدوا وظائفهم خلال السنوات القليلة الماضية، وإلا دفع أوباما الثمن باهظا في الانتخابات الرئاسية القادمة!