سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
الحيوانات الشاردة تهدد حياة مستعملي الطريق السيار الجديد بين أكادير ومراكش المواطنون يتساءلون عن مصير الشكايات الموجهة ضد النقط السوداء وعن الجهة المعنية بتعويض الخسائر
يشتكي عدد من مستعملي الطريق السيار الجديد، الرابط بين مراكش وأكادير، من المشاكل التي يعرفها هذا المسار الطرقي الذي طال انتظاره بالمنطقة منذ سنوات عديدة، ولخص المتحدثون أهم المشاكل التي يعانون منها في الحيوانات الشاردة التي تعبر الطريق بشكل مفاجئ وعلى رأسها الكلاب الضالة التي يقدر عددها بالعشرات، وقال عدد من السائقين في لقاء مع «المساء» إن الكلاب المنتشرة بمحيط الطريق السيار تشكل خطورة واضحة على حياة السائقين وعائلاتهم، الذين فضلوا الطريق السيار على الطريق الوطنية القديمة طلبا للسلامة والأمان. وأضاف المتحدثون بأن النقطة الكيلومترية الحاملة للرقم 328، والمحاذية لنفق «آيت ملال» المغطى على مساحة إجمالية تصل إلى 526 مترا، تعتبر من أخطر النقط السوداء المتواجدة بالمسار الطرقي الحديث، وقد شهدت منذ افتتاحها الرسمي خلال شهر ماي المنصرم وإلى غاية اليوم عدة حوادث اصطدام بين السيارات الخاصة وعدد من الحيوانات المخترقة للسياج الحديدي المحيط بها، إلا أنه ورغم الشكايات المتكررة بشأنها، فإن القائمين على شؤونها لم يتخذوا لحد الآن أي خطوة وقائية تحمي المسافرين من الخطر المهدد لحياتهم. وفي هذا السياق، قال عمر بنعليات، أحد ضحايا الطريق السيار الجديد، بأنه فوجئ وهو يقود سيارته صبيحة الأحد الماضي، بمجموعة من الكلاب الضالة وهي تعبر وسط الطريق بعد أن خرجت من أحد الممرات المخصصة للراجلين الذين يعبرون فوق الطريق السيار، واصطدم بأحدها دون أن يجد ما يكفي من الوقت للضغط على الفرامل وتجنب الاصطدام، وأضاف في لقاء معه، بأن «الاصطدام وقع في حدود السادسة والنصف صباحا بعد رجوعي من مدينة مراكش وخروجي من النفق الطويل بالمنطقة، وبالضبط عند النقطة الكيلومترية رقم 328، وقد أسفر الحادث عن تهشيم الواجهة الأمامية للسيارة بشكل كامل، وتضرر كثير من أجهزتها الداخلية، فاضطررت للتوقف بعين المكان لساعات، قبل أن يحضر المكلفون بمراقبة الطريق بعد ساعة ونصف من وقوع الحادث... حينها ربطنا الاتصال بأحد المسؤولين على الطريق الذي أكد لي عبر الهاتف بأن مثل هذه الحوادث لا يمكن تسجيل أي شيء منها ضد الحيوان، وأمرني في الوقت ذاته، بالبحث عن طريقة ما لإصلاح السيارة وإزالتها من الطريق لتفادي عرقلة السير، فاتصلت بعدها بشركة خاصة للتأمينات التي قدمت لي جميع التسهيلات اللازمة إلى أن وصلت إلى مقر سكناي بمدينة تيزنيت». وارتباطا بالموضوع، تساءل عدد من مستعملي الطريق المذكورة، عن الضمانات الممنوحة للسائقين الذين تصطدم سياراتهم بالحيوانات الشاردة رغم احترامهم للسرعة المسموح بها وللقوانين الجاري بها العمل، كما تساءلوا عن الأسباب التي جعلت القائمين على شؤون الطريق السيار يحافظون على سرعة 120 كلم في الساعة في المناطق المعروفة بخطورتها، وعن عدم تفعيل البنود القانونية التي تحمي السائقين من خطر الحوادث المفاجئة، كما تساءلوا عما إذا كان السائق الأجنبي سيتلقى نفس التعامل ونفس الجواب من لدن القائمين على شؤون الطريق السيار، وعن دور السياج الحديدي المثبت بالطريق في منع الحيوانات من العبور، كما تساءلوا عن مصير الشكايات الخاصة بالنقط السوداء التي ظهرت بالطريق عقب افتتاحها الرسمي، وعن الجهة المطالبة بتعويض الخسائر المادية والمعنوية التي تلحق بمستعملي الطريق، وطالبوا بمراعاة أقصى درجات الأمان والبحث عن سبل سريعة لمعالجة النقط السوداء عبر تعزيز إجراءات السلامة المعتمدة بالطريق المذكورة، كما حملوا المسؤولية الكاملة في تلك الحوادث لوزارتي التجهيز والنقل ولإدارة الطريق السيار، وقالوا إنهم سوف يحررون دعاوى قضائية ضد الجهات المعنية بهدف الحصول على تعويض مادي ومعنوي عن الخسائر التي لحقت بسياراتهم، وبمصالحهم العامة والخاصة.