يطرح تعامل السلطات الأمنية الإسبانية مع المواطنين المغاربة في محطات العبور في مدينتي سبتة ومليلية المحتلتين تساؤلات كثيرة على مستويات مختلفة، منها إذا كانت تصرفات الأمنيين فردية ومعزولة، فإن الأمر يتعلق باستراتيجية أمنية إسبانية جديدة تجاه المواطنين المغاربة العابرين في اتجاه الضفة الأخرى من المتوسط، مبنية على تعليمات موجهة للجنود لتعنيف ا لمغاربة. لا شك أن الاعتداءات المتكررة على المواطنين المغاربة ستجعل حالة التوتر تعود، من جديد، لتخيِّم على العلاقات الإسبانية المغربية، في الوقت الذي كان البعض يعتقدون أن غمامة الاختلافات زالت من سماء العلاقات بين الجارين، بُعيد قبول مملكة خوان كارلوس بأحمدو ولد سويلم سفيرا للمغرب في مدريد. ورغم أن ذلك كان «على مضض»، فإنه سجل نقلة نوعية في العلاقات بين البلدين، لكنْ يبدو أن تهجم الجنود الإسبان على مواطنين مغاربة عُزل من شأنه أن يقوض العلاقات من جديد. سؤال آخر يردده أكثر من متتبع لعلاقات البلدين، ويتعلق بالرسالة التي يريد الإسبان إيصالها للمغرب عبر الاعتداءات الأخيرة على المواطنين المغاربة، وما إذا كانت تعد «استراتيجية» جديدة للرد على الحصار الاقتصادي، الذي يواصل المغرب ممارسته على المدينتين السليبتين، وهو ما أثار حنق جهات إسبانية عبّرت أكثر من مرة عن انزعاجها، مثلا، من هذا «الطوق» عبر بناء طنجة المتوسط، الذي «ضايَق» الموانئ الإسبانية المطلة على البحر الأبيض المتوسط. لكن ما ينساه الإسبان أن الاعتداءات الأخيرة على المغاربة في المعابر الحدودية لن تمر من دون تأثير في العلاقات بين البلدين.