أكد تقرير أعدته الحكومة الأمريكية حول تهريب وتجارة المخدرات لسنة 2010 أن مدينتي سبتة ومليلية المحتلتين تبقيان من أكبر النقط السوداء في ترويج المخدرات عبر العالم، حيث أن المدينتين تعتبران البوابة الرئيسية سواء للكوكايين القادم من كولومبيا والبيرو وبوليفيا والاكوادور أو بالنسبة للمخدرات القادمة من المغرب والجزائر. وأشار التقرير الذي جاءفي 1500 صفحة إنه بالإضافة الى المدينتين المحتلتين فإن مطارات براخاس والبرت ومدريد وبرشلونة تبقى من أهم نقط عبور المخدرات العالمية إلى باقي دول الاتحاد الأروبي. وإذا كانت السلطات الإسبانية تتعمد دائما إلقاء اللوم على المغرب في موضوع المخدرات مركزة على المخدرات القادمة من المغرب والمنتجة محليا، فإن التقرير الأمريكي يشير في فصل صغير إلى هذا الموضوع مركزا بالأساس على المخدرات الآتية من جميع أنحاء المعمور والتي تتخذ من المدينتين المحتلتين ومطارات اسبانيا أمكنة مفضلة للعبور. ولم يفت التقرير الإشارة الى أن المغرب نفسه يوجد ضحية لهذه الحالة حيث أن المدينتين المحتلتين تعتبران معبرا لدخول الهيروين الى المغرب، إلا أن السلطات الأمنية الاسبانية تريد التخفيف من حدة الموضوع معتبرة أن حدود انتشار مصدر الهيروين القادم من سبتة ومليلية المحتلتين الى المغرب لايتعدى مدينتي طنجة وتطوان. وللإشارة فإن اسبانيا والمغرب تبذلان معا جهوداً مشتركة وتربطهما اتفاقيات أمنية للتعاون في مجال مكافحة المخدرات وتهريبها وكذا مكافحة الهجرة السرية، ورغم هذه الجهود فإن الاستقطاب الذي تشكله سبتة ومليلية المحتلتين بسبب موقعهما الجغرافي يمثل تحديا أمنيا كبيراً. في هذا الباب يلزم التعاون على تجاوزه وليس القاء جهة اللوم والمسؤولية على جهة أخرى كما تذهب الى ذلك بعض الأوساط الاسبانية، وذلك ما يكذبه التقرير الأمريكي الأخير. العلم