أُسدِل الستار على فعاليات مهرجان «ثويزا»، في دورته السادسة، بعد أربعة أيام من السهرات والأنشطة الثقافية والفنية والرياضية، إضافة إلى معرض للمنتوجات الأمازيغية والمتوسطية، التي تُعَرّف بالصناعة اليدوية المحلية. وشهِد حفل الافتتاح حضورا وازنا لقيادات مركزية لحزب الأصالة والمعاصرة، كحكيم بن شماس، ورئيس الفريق البرلماني أحمد التهامي، وبرلمانيين ينتمون إلى الحزب، فيما غاب عنه عمدة المدينة، سمير عبد المولى، عضو المكتب الوطني ل«البام»، وشمل الغياب كذلك رئيس مؤسسة المهرجان، إلياس العماري. وحضر حفلَ الافتتاح، والي جهة طنجة تطوان، محمد حصاد، وعدد من رؤساء الأقسام في الولاية، والمنتخَبون في مجلس المدينة، في الوقت الذي غابت جميع هذه الأسماء عن مهرجان الطقطوقة الجبلية، الذي تنظمه جمعية أجراس للثقافة والفنون الشعبية، رغم توجيه استدعاءات لهم. وحظي المهرجان، هذا العام، بمساندة شركاء جدد، كالمكتب الوطني للكهرباء، إلى جانب مساندَيْن رئيسيين هما شركة «كوماريت»، التي يديرها عمدة المدينة، وشركة «اتصالات المغرب». وكان فؤاد العماري قد صرح، في ندوة صحافية أعلن خلالها عن برنامج المهرجان، بأنه «لولا إلياس العماري لَما دعمنا أحد ولم نكن لنأخذ درهما واحدا من دونه». وكان برنامج الدورة السادسة لمهرجان «ثويزا»، الذي كان شعاره هذا العام «الأرض هويتنا»، حافلا بالأنشطة والندوات، التي افتُتِحت بمناقشة موضوع «الهويات والثقافات»، بحضور المفكر والفيلسوف اللبناني علي حرب، إلى جانب الباحث أحمد عصيد. وشهدت هذه الندوة نقاشا مستفيضا حول موضوع الهويات، الذي تحول في نظر المفكر اللبناني، إلى «تجارة خاسرة»، لأن موضوع الهويات، في رأيه، لا يتسبب إلا في المشاكل لأصحابه، بصرف النظر عن أطر الانتماء ودوائره. وكان المفكر اللبناني قد خلق حالة من «البلبلة» وسط الحضور، عندما تساءل: «أين الإنتاج الثقافي الأمازيغي؟» مؤكدا أن تاريخ الأمازيغية في المغرب كان يجب أن يكون مقرونا بإنتاج فكري ومعرفي يليق بحضارة الأمازيغ. كما نُظِّمت خلال المهرجان مائدة مستديرة حول «الإعلام السمعي -البصري الأمازيغي»، حيث ناقشت واقعَ هذا الإعلام والتحدياتِ المطروحةَ عليه، كما استشرفت آفاقَه المستقبلية. وعلى هامش الندوات الفكرية، أقيمت سهرات غنائية شاركت فيها فرق موسيقية متنوعة، كفرقة «الحصادة» وفرقة «سلام أريفي»، من منطقة الريف، كما شاركت في سهرات المهرجان الفنانة الصحراوية الباتول المروانية. وكان الجمهور على موعد مع فرقة «القدس» للفنون الشعبية، القادمة من فلسطينالمحتلة، قبل أن تُختتَم العروض الغنائية بسهرة فنية كبرى، أحياها الفنان الجزائري إيدير، إلى جانب الفنان يالما من إسبانيا، وصاغرو، الفنان القادم من الأطلس. من جهة أخرى، تميز المهرجان بعرض فيلم وثائقي حول حياة الكاتب محمد شكري تحت عنوان «الطنجاوي»، لمخرجه العراقي خالد زهراو. ويتناول الفيلم، الذي عرضت منه 26 دقيقة، جوانب غير معروفة من حياة محمد شكري لدى الكثير ممن تابعوا مسيرته الذاتية والإبداعية، حيث قدم عدد من أصدقاء الكاتب الطنجاوي الذي توفي سنة 2007، خلال دقائق هذا الفيلم، حقائقَ لم ترِدْ في الأعمال الأدبية لشكري، ووقع اختيار المخرج العراقي على أربعة من أصدقاء صاحب رواية «الخبز الحافي»، وهم أحمد الكباشي، الملقّب ب«الروبيو»، والروائي والفنان محمد المرابط والفنان والمصمم العربي اليعقوبي، إضافة إلى صديقه عبد الحفيظ. وتسبب عرض هذا الفيلم في انسحاب عدد كبير من الجمهور والأطفال من القاعة، بسبب اللهجة البذيئة التي يتحاور بها ممثلوه، وهو ما اعتُبر وصمة عار على جبين مهرجان «ثويزا» لهذا العام.