عثر مجموعة من الأطفال في دوار «الكدية» في قلعة السراغنة على جثة طفل بالقناة المائية المجاورة للدوار. وقد تفاجأ الأطفال الذين كانوا يسبحون في القناة، بعد عصر يوم الجمعة الماضية، عند مشاهدتهم الجثة تطفو من بئر مائي تتجمع فيه مياه القناة، فلاذوا بالفرار ليخبروا أهاليهم بما رأوه وسرى خبر غرق الطفل بالدوار بسرعة، لكنه لم يصل إلى حي «البانكة» الملحق حديثا بالمجال الحضري، حيث تقطن عائلة الميت، إلا بعد أن اشتغلت الهواتف بين السكان وقدم ممثلو السلطة المحلية. وأفادت مصادر من جيران أسرة الطفل، في اتصال ب«المساء»، بأن الميت الذي كان يدعى قيد حياته « سفيان ر»، غرق في بئر مائي بجوار حي «البانكة» الذي ابتلعه ليخرج من أنبوب مائي (قادوس) تحت أرضي طوله ستة أمتار إلى بئر مائي آخر قبالة الحي الذي يقع على بعد كيلومترين من وسط المدينة، باتجاه مدينة مراكش، ثم حمل ماء القناة الاصطناعية الجثة لمسافة تقارب الكيلومتر إلى دوار «الكدية»، حيث شاهد الأطفال الصغار جثة الضحية هناك. وأضافت نفس المصادر أن الطفل خرج بعد صلاة العصر للسباحة بالقناة رفقة أطفال الدوار، بعد أن جلب الماء لأمه من سقاية الدوار، ليلقى مصيره في مكان السباحة دون أن يتنبه له رفاقه. وأضافت المصادر نفسها في حديث مع «المساء» أن الطفل الغريق يبلغ من العمر ثمان سنوات، وهو يتيم الأب، حيث توفي والده مند سبعة أشهر. وهو ثاني إخوته الثلاثة (أخوين وأخت)، كان يعيش مع والدته، تحت رعاية جده لأبيه. ويعد هذا الحادث واحدا من حوادث كثيرة عرفتها ولا زالت تعرفها القنوات المائية بأنحاء المدينة، فقد سبق أن توفي طفل منذ أشهر قليلة بالقناة المائية الكبيرة التي تسمى «زرابة». ويضطر الأطفال من أبناء العائلات الفقيرة بأحياء المدينة والدواوير المجاورة، إلى السباحة في هذه القنوات هربا من شدة الحرارة في غياب المراقبة وتوفر ظروف السلامة.