خاضت عائلات معتقلي ما يسمى بالسلفية الجهادية، المضربين عن الطعام بالسجن المركزي بالقنيطرة منذ الثالث والعشرين من يونيو المنصرم، اعتصاما طيلة يوم الجمعة الفائت، أمام المدخل الرئيسي للسجن المذكور، تضامنا مع المضربين، واحتجاجا على عدم الاستجابة لملفهم المطلبي. ووجدت المعتصمات في استقبالهن بمجرد وصولهن إلى الحي المستعجل، حيث يوجد السجن المركزي، جحافل من القوات العمومية بمختلف أنواعها، وأفراد من الاستعلامات والاستخبارات، التي طوقت عناصرها كافة المنافذ المؤدية إلى هذه المؤسسة السجنية، وانتشرت بأعداد كبيرة بالقرب من الباب الرئيسي لها. كما منعت عناصر الأمن المحتجات من الاقتراب من باب السجن، بدعوى وجود تعليمات صارمة في هذا الإطار، دون وقوع أية مواجهات أو اعتقالات بين الجانبين، ورغم المفاوضات التي باشرها كل من عبد الرحيم مهتاد، رئيس جمعية النصير لمساندة المعتقلين الإسلاميين بالمغرب، ومحمد حقيقي، المدير التنفيذي لمنتدى الكرامة لحقوق الإنسان، وعبد العزيز لبحيح، عن لجنة الدفاع عن كرامة حقوق الإنسان، مع ممثلين عن إدارة السجن، من أجل مقابلة المضربين والاطمئنان على صحتهم، فإن ذلك لم يسفر عن أي جديد، بعدما رفضت الإدارة الاستجابة للطلب، وكاد هذا الموقف الذي وُصف بالمتعنت، أن يؤدي في بعض اللحظات إلى تأجيج الوضع وتوتره، ما دفع المعتصمات إلى التعبير عن استيائهن وسخطهن، سيما بعد أن رفض مديرها لقاء ممثلات عن العائلات مع ممثلي المعتقلين المضربين عن الطعام بحضوره من أجل معاينة الحالة الصحية للمضربين، التي أشارت بعض الأخبار المتسربة من داخل السجن إلى تدهورها، حيث تراجعت أوزان المعتقلين المذكورين، ونقصت في بعض الحالات إلى 20 كيلوغراما، ناهيك عن ارتفاع حالات الإغماء والغيبوبة وتقيؤ الدم التي تظهر في صفوفهم. وكشفت المصادر أن ستة من المعتقلين المضربين يوجدون في وضعية صحية جد حرجة، ويتعلق الأمر بكل من عبد الحميد فرقي وياسين الحنش وعثمان فارس ونبيل عبد الله وعبد الكبير كومارة والعربي دقيق وعبد الحق مهيم، بعضهم نقل على وجه السرعة إلى المستشفى في داخل السجن، وقد حاول ممثلون عن الجمعية المغربية لحقوق الإنسان والمنظمة المغربية لحقوق الإنسان ومنتدى الكرامة اللقاء بمدير السجن المحلي لتفقد أحوال المضربين، لكنه رفض، مما حذى بالحقوقيين إلى مقابلة وكيل الملك بابتدائية القنيطرة، الذي أشعرهم، بعد مهاتفته للمدير، باستقرار الحالة الصحية لجميع المضربين، نافيا، أن تكون هناك حالات تدعو إلى القلق والتخوف. وأعرب محمد حقيقي، المدير التنفيذي لمنتدى الكرامة، عن استغرابه الشديد لإصرار المندوبية العامة لإدارة السجون على التعامل مع هذا الإضراب بسياسة الهروب إلى الأمام، مختارة عدم فتح حوار مع المضربين، ورفض النظر في مطالبهم التي تتعلق بها، لوضع حد للخطر الذي صار يحدق بحقهم في الحياة وفي السلامة البدنية.