تحولت قاعة الاجتماعات بمقر ولاية أكادير إلى ما يشبه محاكمة علنية لمدير أكاديمية سوس ماسة، حيث ركزت التدخلات على حالة الاحتقان التي عرفتها الجهة. وأجمع المتدخلون على ضرورة وقف هذه الوضعية والالتفات إلى مصلحة التلميذ وجعلها فوق كل اعتبار. وقد انطلقت أشغال المجلس الإداري على إيقاع متوتر منذ البداية عندما طلب ممثل جمعية آباء وأولياء التلاميذ نقطة نظام، فطلب منه الوالي أن يرجئ نقطة النظام إلى حين الانتهاء من كلمته، ليعيد طلبها مرة أخرى، إلا أن الوزيرة حذت حذو الوالي وطبلت منه إرجاءها إلى حين الانتهاء من إلقاء كلمتها. وجاء في نقطة نظام ممثل جمعية آباء وأولياء التلاميذ أنه إذا كان مبرر منع ممثلي النقابات هو كون أشغال المجلس مغلقة، فعلى كل من لا يملك العضوية فيه أن يخرج من القاعة. وقد علمت «المساء» في وقت لاحق من بعض المصادر النقابية أن مصالح الوزارة اتصلت بالمركزيات النقابية تلتمس منها ثني ممثليها الجهويين عن حضور أشغال المجلس الإداري. كما هدد ممثلو الموظفين بالمجلس بالمغادرة عندما أمر والي الجهة ممثل جمعية الآباء بمغادرة القاعة، لكن هذا الأخير أخبر الوالي أن كليهما مجرد عضو داخل المجلس، و أن الوزيرة هي رئيسة المجلس، وأنها هي التي تملك صلاحية ذلك، ليعود الهدوء بعد ذلك إلى القاعة. وعندما فرغ مدير الأكاديمية من كلمته تم فتح النقاش، حيث أكد رئيس جهة سوس ماسة على ضرورة وقف الاحتقان الذي تعرفه الجهة. من جهته، أكد ممثل أساتذة التعليم الثانوي الإعدادي في كلمته على أن برامج المخطط الاستعجالي في جهة سوس ماسة درعة فقدت الكثير من وهجها، وتباطأت وتيرتها الاستعجالية، بالنظر إلى ضعف مؤشر الأداء وضعف نسب الإنجاز الخاصة بتأهيل المؤسسات التعليمية والتوسيعات وتأخر مهول في الإحداثات، مما سيفاقم من ظاهرة الاكتظاظ ويضعف جودة التعليم و يهدد بتوقف مشاريع الإصلاح نهائيا في الأمد القريب. وعندما هم مدير الأكاديمية بالرد على المداخلات، طلبت منه الوزيرة عدم الرد على التدخلات، وأشارت في كلمتها إلى أن الوزارة راسلت النيابات، بناء على نتائج الافتحاصات، التي قامت بها اللجان المركزية من أجل اتخاذ الإجراءات اللازمة. وتعتبر الدورة التاسعة للمجلس الإداري للأكاديمية سوس ماسة من أطول دورات المجالس الإدارية، حيث امتدت من الساعة الرابعة مساء إلى حدود التاسعة والنصف من ليلة الجمعة الماضي. وعلمت «المساء» من بعض المصادر أن اجتماعا مغلقا قد يكون انعقد مساء السبت الماضي جمع الوزيرة العابدة بمدير الأكاديمية والنواب الإقليميين للوزارة.