قضت غرفة الجنايات بمحكمة الاستئناف ببني ملال، مساء أول أمس الخميس، بالإعدام في حق «حسن.ح، 24 سنة»، تاجر العطور المتجول، المتهم بقتل الطبيب امحمد الطلباوي داخل عيادته في شارع ابن سيناء بالفقيه بن صالح نهاية شهر ماي الماضي. ولم تستغرق مجريات التحقيق والمحاكمة سوى شهر و20 يوما في جريمة قتل الطبيب امحمد الطلباوي «56 سنة»، التي هزت الرأي العام المحلي والوطني ووحدت كل أطباء جهة تادلة أزيلال، سواء في القطاع العام أو الخاص، مدعومين بتنظيمات الأطباء المهنية والنقابية وطنيا التي استنكرت الجريمة، إذ مباشرة بعد مقتل زميلهم أضربوا عن العمل في مناسبتين، مطالبين بتوفير الأمن للأطباء الذين تتهددهم الأخطار داخل مقرات عملهم. واستمعت هيئة المحكمة، صباح أول أمس الخميس، إلى مرافعات دفاع ورثة الضحية والنيابة العامة التي أكدت على توفر شروط الجريمة وأركانها من نية القتل والعمل على ترجمتها إلى فعل، وهو ما يحاكم عليه المشرع بالإعدام، كما طالب دفاع ورثة الضحية بتعويض مادي حدد في خمسة ملايين درهم. بالمقابل، طالب دفاع الجاني بتخفيف الحكم بسبب ما أسماه ظروف الجريمة والحالة النفسية التي كان الفاعل واقعا تحت تأثيرها، كما طالب بعرضه على خبرة طبية للتأكد من سلامته النفسية والعقلية قبل أن تقرر هيئة المحكمة إصدار حكم بالإعدام في حقه بعد اختلائها من أجل المداولة بعد زوال أول أمس الخميس. وكانت الأقاويل قد تناسلت حول أسباب الجريمة قبل الكشف عن نتائج التحقيق، الذي بيّن أن المتهم «حسن.ح» حضر من الدوار الجديد بجماعة الكريفات، المحيطة بالمدينة، إلى العيادة مسلحا بسكين كان يخفيه تحت ملابسه، وجلس في قاعة الانتظار متحينا فرصة مهاجمة الضحية امحمد الطلباوي. ولم يكن «حسن.ح» يثير أية شكوك، خاصة لدى الممرضة المكلفة بالاستقبال وتسجيل الزائرين، فقد حجز مكانه بين الزائرين بعدما تفرغ من عمله كبائع متجول للعطور ومواد التجميل التي يعرضها على عربته المدفوعة بشوارع المدينة. وخلال ثوان معدودة سيستغل «حسن.ح» انشغال الطبيب ليهاجمه بمرحاض العيادة، حيث وجه إليه طعنات متتالية، كانت القاتلة منها تلك التي تلقاها الطبيب في الجهة اليمنى من الصدر والتي اخترقت ظهره من الخلف. وحاول الضحية بعد ذلك الخروج طلبا للنجدة، لكنه سقط أمام باب العيادة مضرجا في دمائه يصارع الموت قبل حمله في محاولة لنقله إلى المستشفى المحلي، لكنه سيلفظ أنفاسه الأخيرة في الطريق على متن سيارة الإسعاف. وحسب مصادر من محيط الجاني، فأسباب ارتكاب الجريمة تعود إلى أسابيع مضت على إقدام الجاني على فعلته، حين بعث خطيبته صحبة والدتها لعيادة الطبيب قصد الحصول على شهادة طبية تثبت عذرية خطيبته، فلحق بهما ودخل إلى غرفة الفحص دون إذن، فقام الطبيب بطرده. المتهم لم يتقبل ما حدث، كما أن وجود خطيبته مجردة من بعض ثيابها أثناء عملية الفحص جعل الشكوك تلاحق تفكيره بعد الزواج، قبل أن يقرر تصفية الطبيب ويلوذ بالفرار ليسقط في أيدي العدالة بعد حملة تمشيط قامت بها عناصر الشرطة القضائية بمختلف أحياء المدينة، تمكنت خلالها من إيقاف الجاني بحي نزهة 2 وحجز أداة الجريمة ولباسه الملطخ بالدماء للقيام بالبحث.