قد تتساءل في نفسك ما معنى مضادات الأكسدة التي تقرأ عنها كثيرا؟ عندما تقشر حبة بطاطس أو تقطع حبة تفاح وتتركها قليلا من الوقت تجد أنها بدأت تتحول إلى اللون البني بفعل تعرضها للأوكسجين الموجود في الهواء وهذه الظاهرة بالضبط تسمى بالأكسدة، لذلك فحين نضع البطاطس في الماء ولمنع اتصالها المباشر بالهواء نعصر قليلا من عصير الحمضيات، مما يجعلها تحافظ على لونها، إذا فعملية عصر الحمضيات على التفاحة يمنع أكسدة التفاحة لاحتوائه على مضادات للأكسدة. فكذلك خلايا الجسم تتعرض للأكسدة، حيث تعتبر الأكسدة أحد التفاعلات الأساسية والمهمة في جسم الإنسان، والتي تقوم بتقسيم جزيئات الخلية وتدمرها كما تدمر الأحماض الدهنية الموجودة في الخلية، مما يجعل أجسامنا عرضة للعديد من الالتهابات والفيروسات والسرطانات، هنا يأتي دور مضادات الأكسدة ، لتساعد غشاء الخلية على المحافظة على البروتين الموجود فيها، كما أنها تعتبر خط الدفاع الأساسي للخلية. هناك عوامل عديدة خارجية تساعد على أكسدة خلايا الجسم منها عوامل الخارجية، فعلى سبيل المثال التعرض إلى الإشعاع، تناول الغذاء المحتوي على مواد كيميائية، التدخين، استنشاق هواء ملوث، التعرض للمبيدات الحشرية، بعض الأدوية التي نأخذها لعلاج بعض الأمراض، وتناول أغذية محتوية على مواد حافظة بكثرة، أو أغذية تحتوي على دهون مشبعة وهذه موجودة بكثرة في الوجبات السريعة. عادة تصنع أجسامنا مضادات للأكسدة إلا أنها غير كافية وبالنظر إلى كثرة تعرض الجسم للعوامل المؤكسدة، وبالتالي نحتاج إلى زيادة الحماية لأعضاء الجسم، عن طريق الأغذية المحتوية على مضادات الأكسدة الطبيعية، وتساعد تلك الأغذية على حدوث أكسدة إيجابية للخلايا، وبالتالي رفع جهاز المناعة لدينا والوقاية من الأمراض. توجد مضادات الأكسدة في العديد من أنواع الفواكه والخضروات الطازجة والمكسرات واللحوم الطازجة، خصوصا، كالأسماك وفواكه البحر وغيرها لاحتوائها على مادة الزنك وهو من المواد المضادة للأكسدة، وكذلك في بعض النباتات كالشاي الأخضر، الذي يحتوي على كميات كبيرة من مضادات الأكسدة ومن الضروري أن نحصل عليها من مصادرها هذه عوض اللجوء إلى تلك التي تباع في الصيدليات، خصوصا إذا تم اقتناؤها دون وصفة طبية أو تناولها بإسراف.